العلاقات النصية في النظام الادبي الواحد

صفحة: 222

فأحمد شوقي نفسه يقول مث › ف قصيدته "أبو الهول ( 17 ) : " وشكوى لبيد لطول الحياة ولو لم تطل لتشكى الق › ول شـك أن شوقي يجري هنا حوارا شعريا مع الشـاعر الجاه › لبيد بن ربيعة الذي عاش ، عل ما يروى ، 140 عاما ، وتذمر من طول الحياة ف قصائده ، كقوله : ( 18 ) ولقد سئمت من الحياة وطول وسؤال هذا الناس كيف لبيد ولكـن هـذه الحواريات تتمثل ف أغلـب الحيان ف رد صاحب نص ( 2 ) عـل فكرة أو تعبير ورد ف نـص ،( 1 ) محاول فيه جـدال عاديا " ) أنت تقول كذا ولكنني أرد عليك بقـو › كذا ،( " وهو بالجدل النثري أشبه . عل أن الستدعاءات تصبح أكثر ديناميكية وتركيبا عندما يكون الحوار القائم بين نص ( 1 ) ونص ( 2 ) من النوع اليروني . واليروني ل تعني ، كما يخيل للبعض ، التهكم والسـخرية فحسب ، ولكنها تعنـى هنا المفارقـة؛ أو أن للنص أو اللفظ معنيـين : المعنى الحرف ثم المعنـى الداخ ،› المناقض أو المغاير للمعنى الحرف . فإذا قلت مث › "سـبحان الله" فقد تعني ا › عجاب فع › ( والمعنى هنا يطابق اللفـظ ،( ولكنك قد تعني عكس ذلك تماما ، وهنا تكمن المفارقـة . والمر ذاته ينطبق عل القتباس : فإذا قال لك صاحبك "اشـ › يت كتابا ثمينا" وأجبته قائ › "هل لك أن تعيرني كتابك الثمين ، " فأنت ف الواقع تسـتدعي كلمات صاحبك حول قيمة الكتاب ، وردك هذا قد يكون بمثابة ترديد ل أيروني لك › مه ، أي أنك ل تشك ف قيمة الكتاب ، ولكنك قد تعني أيضا أنك تشك ف قيمة الكتاب ، بل تعت › ه غير ذي قيمة بتاتا . ولنتفق عل تسـمية النوع الول ، أي الذي يخلو من اليرونية ، بالنوع ال › حركي أو ا › ستاتيكي ، وعل تسمية النوع الثاني بالنوع الحركي أو الديناميكي . لنتناول الن "حوارا" شـعريا عربيا يقدم لنا نموذجا من السـتدعاء ال › حركي ، ثم من السـتدعاء الحركـي . فالقـراء العـرب يعرفون بيت الشـاعر العبـا › ع › بـن الجهم من قصيـدة يمدح بها المتوكل : ( 19 ) عيون المها بين الرصافة والج › جلبن الهوى من حيث أدري و › أدري وقـد كان لهذا البيت أصداء عند شـاعرين مـن أبناء القرن الحا : › الول أحمد شـوقي ، فقد قال ف قصيدة "يا › اعا وراء دجلة يجري ( 20 ) : " ( 17 ) أحمد شوقي : الشوقيات ، القاهرة ، ، 1950 الجزء الول ، ص . 158 ( 18 ) ديوان لبيد بن ربيعة العامري ، دار صادر ، بيروت ، 1966 ، ص . 46 ( 19 ) ديوان ع › بن الجهم ، ن › ة خليل مردم ، دمشق ، 1949 ص . 141 ( 20 ) أحمد شوقي : الشوقيات ، القاهرة ، ، 1951 الجزء الرابع ، ص . 88

السابق:  |  التالي