|
|
صفحة: 206
وجاهتها ل تكفي لتفسـير الظاهرة . ذلك أن التضمين بحـد ذاته ليس ظاهرة جديدة تماما ف الشـعر العربي كما أسـلفنا ، كما نجده أحيانا حتى ف دواوين الشعراء التقليديين . ثم إن قضية "التأثير" قد يفهمها البعض عل أنها "اسـتيراد" أو "نقل آ ، " › أي أنه لم ينبع بشـكل عضوي من داخل الشـعر العربي المعا › ومن خ › ل احتياجاته الفنية ف لحظة معينة من تاريخه . بكلمة أخرى فإن هذا النوع من التعليل يمكن وصفه "بال › تاريخية . " أما التعليل الفني والتاريخي فيرد المر ، ف رأينا ، إ › رغبة الشاعر العربي ف الثورة العارمة عل الشكل التقليدي للقصيدة العربية . فالتضمين المكثف والحاد ف القصيدة يخلق انطباعا بالت › حم التام ، وهو ت › حم شـعر كثيرون بخلو الشـعر العربي التقليدي منه ، وطالما شـكا النقـاد ف ع › نا من تفكك القصيدة واعتمادها ف المقام الول عل وحدة البيت ، كما تذمروا أيضا من ق › النفس الشعري للشاعر التقليدي حتى ف مطولته . أما شعراء المهجر والشعراء "الرومانسيون" بين الحربين ف م › وغيرها من الب › د العربية ، فرغـم ترديدهـم لفكرة "الوحـدة العضوية ، " ورغم تأثرهم بالشـعر الوروبـي فقد كانت تعوزهم القدرة عل خلق هذا الت › حم الظاهر . فالسطر الموحد الطول ف قصائدهم ، حتى إذا تغيرت فيه القافية ، كان يحمل ف طياته أصداء الما › وبعض سماته السلوبية . أما الشعر الحر فلم يكد شعراؤه يهدمون البيت الموحد الطول ف قصائدهم حتى تبين لهم أن بوسعهم بكل سهولة أن يعززوا ال › ابط الشك › ف قصائدهم باستخدامهم التضمين الحاد . وربما كان السـياب ف مقدمته التي أوردناها أع › ه قد أصاب ف تحديد السـباب التي ولدت التضمـين المكثف ، رغم أنه لم يذكر كلمة "التضمين" أو مرادفا لها ف ك › مه . فهو يؤكد ، كما رأينا ، أن المعنى يتسلسـل من بيت إ › بيت سـالكا عددا من البيات ، ويضيف قائ : › "ولهذا وجبـت مراعاة ع › مـات ال › قيم وإل تعذر فهـم القصائد ومن بعد تذوقهـا . " والواضح أن ع › مـات ال › قيم ، وهي الفـوارز والفواصل والقواس وما إليها ، لمما يرشـد القارئ إ › مبنى الجملة وتموجاتها . وقد فطن السـياب ، ف هذه الكلمات ، إ › أن الشـعراء السـابقين كانوا ف أغلـب الحيـان ف غنى عن وضع ع › مات ال › قيم لن البيت أو السـطر الواحد هو ف الغالب جملة تامة أو سـياق مسـتقل . أما الشـعر الحر ، ومـا رافقه من تضمين مكثـف ، فقد أدى ( 8 ) راجـع ما كتبه عباس العقاد مث ،› حول شـوقي ف العقد الثاني من القرن الحـا ،› وهي النقدات التي ن › ت ف كتاب الديوان الذي أصدره العقاد والمازني عام . 1921 فالعقاد يسخر من تفكك قصائد شوقي وعدم انسيابها ، فيرتب أبيات القصيدة الشوقية ترتيبا جديدا مغايرا ل › تيبها الص ،› دون أن يمس بمضمونها .
|
مجمع اللغة العربية
|
|