اساطير السيّاب: ثلاث متابعات

صفحة: 205

يقول مث › ف قصيدة "سوف أم : " › . 1 وارفعي عني ذراعيك .. فما جدوى العناق . 2 إن يكن › يبعث ا › شواق فيا؟ . 3 اتركيني ها هو الفجر تبدى ، ورفاقي › . 4 انتظاري ( السياب ( 10 : 1950 فالقافية ف السطر الول تفصل بين شقين من الجملة ، ولكن الشق الول ( ما جدوى العناق ) يمكن أن يكون مسـتق › بذاته ، أما السطر الثاني فهو جملة ثانوية ، وإن كانت غير مستقلة بحـد ذاتها . ولهذا فنحن ل نشـعر بـأن القافية ف هـذا الموضع خلقت انفصامـا حادا . أما التضمين بين السطرين ( 3 ) و ( 4 ) فهو أكثر حدة لنه يفصل المبتدأ عن الخ . › وغني عن البيان أن التضمين ، حتى إذا استخدمه الشاعر بغزارة وبنوعه الحاد ، قلما يصيب جميـع أسـطر القصيدة . فالنظـام اللغوي والنفس الشـعري يفرضان أنواعـا مختلفة من النسـياب والسياق ، وف النص السـابق نجد أن السـطر ( 2 ) تنتهي به الجملة التامة وتبدأ بعـده جملـة جديدة ، بحيث أن القافية "فيا" ف هذا السـطر ل تدخـل ف أي نوع من نوعي التضمين المذكورين . والن وقـد ميزنا بين التضمـين الحاد والخافت ، وأ › نا إ › غزارة ك › النوعين ف أسـاطير ، يتحتم طرح سؤالين هامين : . 1 ما هي الوظيفة الفنية للتضمينات المكثفة ف هذه القصائد؟ . 2 هـل نلحظ تغـيرا ف نسـبة التضمينات ف قصائد أسـاطير من خ › ل تسلسـلها الزمني؟ أما بالنسـبة للسـؤال الول فقد يجيب البعض بأن انتشار ظاهرة التضمين من نتائج التأثر بأسـاليب الشعر الوروبي الذي يكثر فيه التضمين . ويكفي أن نقرأ بعض قصائد شكسبير أو كيتـس أو إليـوت ( وهـم من أحب الشـعراء عند السـياب ) لندرك أن الظاهـرة موجودة بغـزارة مذهلـة ف الدب النجليزي منذ ع › شكسـبير وملتون حتـى ع › نا ( كما نجدها شـائعة ف الشـعر الفرن › كشـعر فيكتور هوغو مث . (› والسـياب –وكذلك الم › ئكة وعبد الصبور وغيرهما من رواد الشـعر الحر– تأثروا ، باع › افهم ، بالشـعر ا › نجليزي واسـتقوا منـه ، باع › افهم أيضا ، عنا › تجديدية أدخلوها عل شـعرهم . ولكن نظرية "التأثير" رغم ( 7 ) أساطير ، ص . 10

السابق:  |  التالي