|
|
صفحة: 204
والنسياب ، أي أن القافية ل تعلن ، كما كانت ف السابق ، نهاية جملة ( أو سياق أو جزء شبه مستقل من الجملة ) وبداية جملة جديدة ، بل توحي للقارىء بأن الجملة ستستمر ف السطر التا . › فالتضمين إذن يخلق توترا خ › قا بين القطع والستمرار – أي من ناحية واحدة نحن حيـال قطع لم نكن نتوقعه ، ومن ناحية أخرى – اسـتمرارية تفرض علينا لمجرد رغبتنا ف إتمام قراءة الجملة . بل إن مصطلح التضمين نفسه – وهو مصطلح العروضيين ف العصور الوسطى ، ينطوي عل فكرة الستمرارية . وجميع التضمينات ف المقطع الشعري السابق هي من نوع يمكن تسميته "التضمين الحاد ، " أي أن القافيـة تفصـل بين جزئين مت › حمين من الجملة كالفعـل ومفعوله أو المبتدأ وخ › ه ، كما يفصل التضمين الحاد أحيانا الفعل ال › زم وحرف الجر المتعلق به ، كما سنرى ف بعض المثلة التية . هذا النوع من التضمين هو الذي يمثل التجديد الكبير الذي رافق الشعر الحر . ورغم أننا كنا نصادف تضمينات حادة ف الشعر التقليدي والمقطوعي ، فإن هذه الظاهرة كانت محدودة جدا ف الما . › وهناك نوع آخر من التضمين ، يمكن تسـميته "التضمـين الخافت ، " وهو حين تأتي القافية ف وسـط الجملـة ولكنها ل تفصل بين عضوين مت › حمين تمامـا . وهذا النوع من التضمين موجود بنسـبة أك › ف شـعر القدماء والمعا › ين ، وف شـعر السـياب أيضا . ففي البيتين التاليـين مـن قصيدة "نهر العـذارى ، " وهي من قصائـد أزهار ذابلة نجـد تضمينا خافتا تفصل فيه القافية بين شقي الجملة ال › طية : يا نهر ، لو › منحناك وما يشابك من فروع ما كانت البسمات › عيني تطفأ بالدموع ( السياب د . ت . . ( 151 فقـارىء القصيدة أو المسـتمع إليها ل يشـعر بحـدة التضمين ، لن القافيـة تقع ف موضع انتقال طبيعي ف الجملة ، أي بين ال › ط وجوابه . والبيتان المذكوران من قصيدة مقطوعية ، ولكننا نجد التضمين الخافت ف شـعر السـياب الذي كتبه عل طريقة الشـعر الحر أيضا؛ ( 5 ) نورد عل سبيل المثال ، بيتين لج › ان خليل ج › ان يتضمنان تضمينا حادا : ل تخــــاف فعروس الجن ف كهفها المسحور هجعت سكرى وكادت تختفي عن عيون الحور ( المجموعة الكاملة لمؤلفات ج › ان خليل ج › ان العربية ، دار صادر ، بيروت ، د . ت . ص . ( 605 فالقافية ف الشطر الول تقع بين جزئين مت › حمين هما حرف الجر ومجروره . ( 6 ) أزهار وأساطير ، ص . 151
|
مجمع اللغة العربية
|
|