|
|
صفحة: 203
يحيد عنه . وكل من يطالع الشـعر المقطوعي الذي كتبه شـعراء القرن الع › ين ي › حظ أن بعض الفات التي تشـكى منها نقاد الشعر التقليدي عادت إ › الظهور ف الشعر المقطوعي أيضا؛ فالسطر الموحد الطول ما زال يفرض عل الشاعر "نفسا شعريا" موحد الطول ، وذلك رغم أن المقطوعة ، بدل من البيت ، أصبحت ف الغالب الوحدة الساسـية ف شـعرهم . وهكذا فإن طول السـطر المفروض مسـبقا لم يحرر الشـاعر تماما من آفة الحشـو . كما أن نظام القافية الموحد الذي فرض مسـبقا كثيرا ما اضطر الشـاعر عل اسـتخدام الفاظ ف القافية وقبلها ما كان الشاعر ليستخدمها لو تحرر من النظام المسبق . أما الشـعر الحر فقد أزال ب › بة واحدة جميع هذه العوائق ، فأصبح الشـاعر حرا تماما ف تحديد طول كل سـطر من سطوره وف تلوين القافية وفق رغبته . وهناك أمر آخر تنبه إليه بعض النقاد حين عرضوا للشعر الحر ، وهو أن ظاهرة التضمين تعاظمت ف الشعر الجديد ، وهي ظاهرة قلما اسـتخدمها الشـاعر العربي من قبل ، بل إن النقاد القدامى استهجنوها ف مواضع كثيرة واعت › وها عيبا من عيوب القافية . ومعنى التضمين أن ينتهي السطر الشعري ف وسط الجملة أو السياق ، وف موضع ل ينتظر أن يقطع الشاعر ك › مه فيه . وإذا كان الشاعر يستخدم القافية فستقوم التقفية ف منتصف الجملة أو السـياق بحيث تشـكل فاص › حادا بين شـقي الجملة . ولنلق نظرة ، عل سـبيل المثال ، عل هذا النص الشعري من قصيدة "ف السوق القديم" التي تضمنها ديوان أساطير : . 1 أنا أيها النائي القريب ، . 2 لك أنت وحدك؛ غير أني لن أكون . 3 لك أنت – أسمعها؛ وأسمعهم ورائي يلعنون . 4 هذا الغرام . أكاد أسمع أيها الطيف الغريب . 5 أني لغيرك ... بيد أنك سوف تبقى ، لن تسير ! ( السياب ( 16 : 1950 فجميع هذه السـطر أعـ › ه تنتهي بالقافية المقيدة أو السـاكنة ، ولكنها جميعا تنطوي عل تضمين . فبين السـطرين 2-1 تفصل القافية بين أنا / لك أنت – أي بين المبتدأ والخ ؛ › وبين السطرين 3-2 تفصل القافية بين لن أكون / لك ، أي بين كان وخ › ها ، وبين السطرين 4-3 تفصل القافية بين يلعنون / هذا الغرام ، أي بين الفعل المتعدي ومفعوله؛ وف السطر الرابع ، أخيرا ، تفصل القافية بين الفعل ومفعوله أيضا . ولكن التضمين ، رغم ما ينطوي عليه من قطع ، يخلق ف الوقت ذاته شـعورا بالسـتمرارية
|
مجمع اللغة العربية
|
|