|
|
صفحة: 199
ف تلك الحقبة بالذات . وف المقطع الثالث يشير الشاعر إ › قضية الوعي وال › وعي ، فيخلط بين مسألة تتعلق بالشكل وأخرى تتصل بالمحتوى " ) تلوين المل بالذكرى ،( " وم › حظة الشـاعر ربما أطلعت القارئ الذي لم يتعود قراءة الشـعر الحديث عل مصطلحات أدبية مثل "تنادي المعاني وتداعيها" أو "مزج الوعي وال › وعي ، " ولكن خلطها العشـوائي بين قضايا الشكل والمضمون قد ي › ء إ › القارىء غير المتمرس ويزيد من حيرته . أما المقطع الخامس ، وموضوعه الشكل الفني أيضا ، فهو ف رأينا مقطع هام ، رغم أنه ل يزيد عن ث › ثة أو أربعة أسطر . فقد فطن السياب هنا إ › أهمية الشعر الحر ف تغيير الهيكل العام للقصيدة العربية ، أي أن أهمية التجربة الجديدة تتعدى حدود الشطر أو البيت ، ول تقت › عل تحرير الشاعر من عبء القافية الموحدة والحشو البغيض وما شابه . فقول السياب بأن " المعنى يتسلسـل من بيت لخر سـالكا عددا من البيات " .. يشير بوضوح إ › ال › ابط الوثيق الذي أصبح ممكنا ، بل واجبا ، بعد اكتشاف طريقة الشعر الحر ، وهو أمر سنتطرق إليه بعد قليل من خ › ل تحليلنا لظاهرة التضمين . وأخيرا – يقدم المقطعان الثاني والرابع ، بأسـلوب "اع › اف ، " مجموعة من المعلومات الذاتية التي أراد الشاعر توصيلها لقرائه ونقاده ، وهي عل كل حال معلومات جزئية ، ل يجوز للناقد قبولها عل ع › تها ، فتعليقه مث › عل ظاهرة "الغموض" ف أشـعار الديوان غير مقنع ، ذلك أن "الغموض" هو من الظواهر التي اق › نت بالشعر الجديد ف العالم كله ، ول يمكننا القبول بالتفسير الساذج الذي يلقي مسؤولية الغموض عل كاهل الحبيبة الغاضبة ، فالسياب نفسه لـم يصبح أقـل "غموضا" ف دواوينه التي تلت أسـاطير ، والتي لم يكـن للحبيبة المذكورة صلـة بها . أما إشـارته إ › حاجته للمرأة لتكون بدي › عن الم المفقـودة فتدخلنا ف متاهات فرويدية ، نقبلها أو نرفضها بحسب اخت › ف مفاهيمنا كقراء ، وإن كانت تمثل عل كل حال فكرة كانت تلح عل وجدان الشاعر مما يجعلها ذات أهمية معينة ف فهم مضامين أشعاره . مقدمة أسـاطير إذن ، رغم مـا فيها من عدم المنهجيـة والتداعيات ، تظـل وثيقة هامة عل طريق الشـعر العربي الحديث ، وبيانا تاريخيا ل غنى عنه لمن يحاول فهم السياب وتطوره الفني . لذا فإننا نرى من المفيد إعادة ن › هذه المقدمة كاملة هنا ( السياب . ( 8-5 : 1950
|
مجمع اللغة العربية
|
|