اساطير السيّاب: ثلاث متابعات

صفحة: 195

أساطير السي ّ اب : ث › ث متابعات 1 بين أساطير وأزهار وأساطير يعت › ديوان أسـاطير ( السـياب ،( 1950 للشـاعر العراقي بدر شاكر السـياب 1964- ) ،( 1926 الـذي صدر عام ، 1950 معلما من معالم الشـعر العربي الحديث . فالديوان ، وهو المجموعـة الشـعرية الثانية للسـياب ، رغم ضآلة حجمه 94 ) صفحة مـن القطع الصغير ،( يمثل ف رأينا هذا الشـاعر الفذ بكامل شخصيته الشعرية . فقد كان الشاعر ، ف ديوانه الول أزهار ذابلة ( السـياب ،( 1947 الذي صدر قبل أسـاطير بث › ث سنوات ، ما يزال متأثرا ف فنه الشـعري ومفاهيمه الشـعرية بالتيار الرومان ،› وخاصة بالرومانسيين الم › يين من أمثال ع › محمود طه ، كما يظهر ف بواكير شعره تأثره بالشاعر اللبناني إلياس أبي شبكة وبالشـعراء المهجريين . وربمـا بقيت بعض هذه الم › مح والتأثـرات ف الديوان الثاني أيضا ، ولكن شخصية الشاعر المتميزة أخذت تطغى فتمحو ما تبقى من بصمات الخرين . وإذ نقول شـخصية شـعرية متكاملة ، فإننا ل نعني طبعا أن السـياب ف شـعره الذي ت › أسـاطير لم يتطور ويتغير ، سواء ف مضامينه أو أسلوبه واتجاهاته العامة ، ولكن الواضح أن قصائد أساطير قد تبلورت فيها أهم م › مح السياب المميزة التي واكبت شعره ف مراحل نضوجه فأضفت عليه سماته الفنية الخاصة . عل أن أهمية أسـاطير ل تقت › عل ذلك فحسـب . فالديوان يقدم لنـا لول مرة مجموعة من القصائد التي كتبت بالمبنى ا › يقاعي الذي سـمي فيما بعد "الشـعر الحر" ( والذي كان السياب ، إ › جانب الشاعرة نازك الم › ئكة ، من رواده الوائل ،( وهو شكل كان الشاعر حاول اسـتخدامه ف إحدى قصائد ديوانه الول ( قصيدة "هل كان حبا ،( " ولكنه لم يتبلور فيغدو ( 1 ) ن › هذا المقال ف الكرمل ، ع ،( 1987 ) ، 8 ص . 82-61

السابق:  |  التالي