|
|
صفحة: 180
ل تشـبه بأي حال من الحوال القصائد الكثيرة التي يكتبها الرومانسـيون حول "الشاعر" أو " الشـعر ، " إذ أن اهتمام الرومانسيين منصب عل الشـاعر وحياته ومواقفه ورسالته ف الحياة إلخ ، أما اللتفات إ › لغته فليس من مميزات الرومانسية إل فيما ندر . د- شـعر الحداثة ينطوي ع › عن › ع › ن › ،( intertextual ) أي أن هذا الشـعر يضم إشارات وتضمينات أيرونية ترتبط بنصوص شعرية أو نثرية "داخلية" أو "خارجية" – فالداخليـة هـي تضمينات من أشـعار أخرى للشـاعر نفسـه أو حتى كلمـات معينة ف القصيدة ذاتها . أما التضمينات الخارجية فيكون القتباس فيها من قصيدة لشاعر آخر ، أو من نص صحفي أو ديني وما شـابه . وهذا العن › الع › – ن › ف شـعر الحداثة يختلف تماما ، من ناحية توظيفه وشـكليته ، عما نجده ف الشعر الك › سيكي أو الك › سيكي الجديد من معارضات أو تشـطير أو تخميـس أو حتى التضمينات القصيرة مـن قصائد الخرين . فالتضمينات ف شـعر الحداثة ل تهدف ا › محاولة النسـج عل منوال قصيدة لشاعر آخر ، سـواء › ظهار المقدرة الشـعرية أو التهكم السـاذج . إن هدف هذه التضمينات الحداثية هو خلق "حوار" واسـتمرارية بين النصوص ، استغ › ل مقولة سـابقة لخلق المفارقة اليرونية؛ والنـص المقتبـس هو شـعري ف أغلب الحـوال ، ولكنه كثـيرا ما يكون غير شـعري أيضا ، كالحكمة الشعبية والتعبير ا › ع › مي ونص لفتة ف الشارع إلخ . وقولنا إن هدف العن › الع › – ن › هو خلق الحوار أو السـتمرارية ل يعني أن الشـاعر الذي يستخدم نصا سابقا يلتزم بالمجال التعبيري للنص المنقول ، فالعكس هو الصحيح : إن الشاعر المحدث يقتبس لكي يشكل من المادة المقتبسة "مركبا" نصيا جديدا سواء عن طريق خلق تفاعل شـبه كيماوي بـين النص المنقول والنص الجديد ، أو عـن طريق إبراز المفارقة التـي تنشـأ عن نقل النص القديم إ › سـياق ن › جديـد . أما التضمينـات "الداخلية" فقد تستغل بنفس الطريقة المذكورة ، ولكنها قد تستخدم أيضا لخلق استمرارية ذاتية تجعل من قصيدتين أو أكثر للشاعر نفسه نصا كليا أو نوعا من السيرة الذاتية – اليرونية . 5 ننتقـل الن إ › الدب العربي ف إ › ائيل فنسـأل : متى بدأت بوادر الحداثة بالظهور ف هذه الب › د؟ لقد كان أكثر السـكان العرب عند قيام إ › ائيل ينتمون إ › مجتمع قروي ، أو شـبه قروي . أمـا الطبقة المثقفة والمدنيون فقد نزحوا عل الغلب إ › الب › د العربية وغيرها . ورغم
|
مجمع اللغة العربية
|
|