|
|
صفحة: 179
مناسـبات ، ورثاء وغزل ووصف إلخ . لقد كان هذا التقسـيم بارزا جدا ف الشعر الك › سيكي ( وكان مـن عادة الشـعراء تقسـيم دواوينهـم إ › "أبـواب ،( " أو "مواضيع . " أما الشـعراء الرومانسـيون العرب فقـد حاولوا التخلص من هذا التقليد ، فأغلب دواوينهم لم تقسـم إ › أبـواب ، ولكن القصيدة الواحدة عند هؤلء تنتمي أصـ › إ › أحد البواب المذكورة ، وكل باب من هذه البواب له أسلوبه ومميزاته النوعية الخاصة . أما الشـعر الحديـث فالقصيدة فيه هي من نوع "الشـعر الك "› الذي يزيـل الحواجز بين الحركـة الداخلية للشـاعر وصورة العالم الخارجي ، أو بين القصيدة الشـخصية والقضايا العامـة ، بين الحب والسياسـة ، بين الرثاء والوصف إلخ . باختصـار – تنعدم الهوة أو تكاد بين الحادث والتجربة . أي أن صفة التجزيئية التي واكبت الشعر العربي ف معظم نصوصه أخذت بالنحسار والختفاء . ب- ك › الحواجز بين مستويات اللغة المختلفة : لقد خلق شـعراء الرومانسـية نوعا خاصا من السـلوب ، يتمثل ف مجموعة من التشبيهات والستعارات المتميزة ، وحاولوا تجنب الساليب الك › سيكية من ناحية ، والبتعاد عن أسلوب الك › م العامي من ناحية أخرى ، أي أنهم بلوروا لشعرهم معجما رومانسيا خاصا poetic ) . ( diction أما شعر الحداثة ف › يشكل استمرارا ، من الناحية السلوبية ، للشعر الرومان . › إن شـعراء الحداثة ، بخ › ف الشعراء الرومانسـيين ، ل يتهربون من اللغة الحية ، لغة الك › م والمأثـورات الشـعبية ، بل إنهـم ل يتورعون حتى عن لغة الصحافة وا › ع › م ف شـعرهم إذا اقتضـت ال › ورة . واسـتخدام العامية ل يقت › عـل اقتباس المفـردات والمثال إلخ . بل يتعـداه إ › مبنـى الجملة والصياغة اللغويـة العامة . والواقع أن تأثير اللغـة العامية ف هذا المجال بالذات أعظم شأنا ف تشكيل السلوب من تأثير القتباسات القصيرة أو الطويلة منها . ج- › ينح › وعي الشـاعر » المحـدث » بمضمون القصيـدة ( message ) بل يتجاوزه ، وبشكل مكثف إ › "شفرتها" اللغوية ،( code ) فالشاعر ل يستخدم اللغة وسيلة لنقل المضامين أو المشاعر وحسب ، بل يكثر من اللتفات إ › الداة اللغوية نفسها أيضا . والدللة عل هذا الوعي هو ما نجده ف شعر الحداثة من تقليد ك › مي تهكمي ،( parody ) ومن التفاتات فوق – لغوية ،( meta – language ) أي "الك › م حول الك › ، "م أو "الك › م حول اللغة" نفسها . وهذه الظاهرة ( 7 ) قد يشذ بعض الشعراء الذين يمثلون صيغة الحداثة عن هذه القاعدة ف بعض القصائد المعدة ل › لقاء ، فيعودون إ › صيغة شعر المناسبات ، وخاصة ف بعض مواقف الرثاء والمؤتمرات السياسية والدبية .
|
مجمع اللغة العربية
|
|