|
|
صفحة: 171
فكلمتا "شطة" ( بمعنى فلفل حارق ،( و"حتة" ( بمعنى مكان أو حارة ،( عاميتان م › يتان اسـتخدمهما الشـاعر للتعبير عن الجو الحياتـي والفكري لبطال القصة البسـطاء . ولكن السـياق العام فصيـح ل ريب . بل إن كلمة "الحتة" يجب أن تقـرأ مجرورة ف نهايتها ، كما ف الفصحى ، لكي يسـتقيم الوزن . وربما كان هذا هو السـبب الذي جعل الشـاعر يحيطها بالقواس بينما أبقى كلمة "شـطة" ب › أقواس لنها هنا مسـكنة بحكـم القافية . لحظ هنا أيضـا التعبير القرآني ف السـطر الخير . وهذا السـلوب ال › دي بجملتـه يذكرنا بوضوح بأسلوب ال › د النثري عند بعض الروائيين الم › يين ، وخاصة أتباع الواقعية ( كأسلوب عبد الرحمن ال › قاوي ف رواية ا › رض أو يوسف إدريس ف رواية قصة حب . ( ولكن المر الجدير بالنتباه حقا هو أن الحوار ف ياسـين وبهية ، رغم أنه يجري بالعامية ( كـدأب الروائيين الم › يين المذكورين ،( فهو منظوم أيضا بطريقة الشـعر الحر وعل وزن الرمل بالذات . وهكذا تتشـابك الفصحى والعامية ، وبشـكل مقصود ، ف خلق نص شـعري استمراري . لنأخذ عل سبيل المثال هذا المقطع الذي يتشابك فيه ال › د والحوار : ذلك اليوم اللعين عندما جاء اليه الخفراء بالبنادق : - قوم معانا يا يسين ! - ليه كفى الله ال › ليه؟ ! - قوم وبس ! قام ياسين و » بس ›) . « ور ( 20 : 1965 فالسـطر ال › دية الث › ثة الو › منظومة بالفصحى ، يتبعها ف السطور الث › ثة التالية حوار بالعامية بين ياسـين والخفراء الذين جاءوا يعتقلونه . لحظ أن المؤلف كتب كلمة "ياسـين " هنا بصورة "يسـين" لكـي يعيننا عل قراءة النص موزونا ، وليذكرنا بأن السـطر الذي ي › هـذه الكلمة ، لكي يسـتقيم وزنـه ، يجب أن يقـرأ بالطريقة العامية الم › يـة ( أي : له كف › › ليـه ،( أما السـطر الخير فهو › دي فصيح ، رغم أن كلمـة "بس" العامية ترد فيه ، وقد أحاطها الشـاعر بالقواس ليؤكد لنا أنها ليسـت لغة الراوي ، بل بمثابة صدى أيروني لك › م الخفراء . إذن فالقاعدة اللغوية التي ينبني عليها نص رواية › ور الشـعرية هي أن الحوار عامي ، وال › د فصيح تتخلله تعابير و"أصداء" عامية أو شبه عامية .
|
مجمع اللغة العربية
|
|