|
|
صفحة: 164
اسـتخدام العامية وسيلة أدبية ، قوبلت بالمعارضة العنيفة من قبل النقاد التقليديين كالرافعي وأتباعـه ، وكذلك عارضهـا عدد من الكتاب المجددين وأهمهم الدكتور طه حسـين ، باعتبار أن العامية ل يحق لها أن تطمح ف التوغل إ › معاقل الدب الرفيع . إل أن الكثـير من كتاب القصة والم › حية ، بل حتى الشـعراء ، لم يرتدعوا . ف › ورات الداء الفنـي ف النواع والسـاليب الدبية المحدثة فرضت عليهم اسـتخدام العامية فرضا . وكثيرا مـا نجد الديب يعارض العامية ف مقالتـه أو ت › يحاته ، ولكنه ف إنتاجه الدبي الخالص نراه يسـتخدم عنا › عامية قليلة أو كثيرة ، سـواء عن وعي أو بهدي من فراسـته الفنية . ( الشاروني ( 1964 وهناك فئة من الكتاب دافعوا عن استخدام العامية ف الدب من منظور فني مبدئي وتصدوا لمنازلة خصومها . ومن هؤلء الكاتبان الم › يان سـ › مة مو › ويوسـف إدريس ( سـوميخ ( 1982 والقاص التون › البشـير خريف . ولعله مـن الطريف أن نقف لحظة عند الطريقة التـي رد بها الكاتب الخير عل النقاد المتزمتين . فقد ن › البشـير خريف عام 1969 رواية واقعيـة طويلة عنوانها الدقلـة › عراجينها يجري حوارها بالعامية التونسـية مما أغاظ بعـض النقـاد ف بلـده . ولكن خريف لـم يأبه بنقـاده ، إذ عاد عـام 1971 فن › مجموعة قصصية عنوانها مشـموم الفل ، حوارها عامي أيضا . ولـم يكتف الكاتب بذلك ، إذ نراه ف إحدى قصص تلك المجموعة ، اسمها ( محفظة السمار ،( يسخر من أبطال الفصحى الخالصة بطريقـة مبتكرة . فالحوار ف هذه القصة يجـري ، كالمتبع عند مؤلفها بالعامية ، ولكننا نقرأ فيها أيضا المقطع التا : › وهذا الطير ، كأنه حرف موسـيقي ع › ا › سـ › ك الهاتفيـة يم › الجو أنغاما ويقول : - ها أنذا لم يقض ع › الشتاء فهلم للحياة يا اهل الحياة ( خريف . ( 3 : 1971 وف حاشـية الصفحة يضيف المؤلف هذه الم › حظة : "الطيور تتكلم الفصحى" سـاخرا من نقـاده ، ومشـيرا إ › أن القصـة الواقعية يجب ، عند رأيـه ، أن تلتزم بلغة الحيـاة اليومية ف حوارها . فـإذا انتقلنا مـن القصة إ › الدراما وجدنـا أن هذا النوع الدبي ، لرتباطه بخشـبة الم › ح الشـاعر الم › ي عبد الرحمن البنودي والشـاعر اللبناني ميشيل طراد والشاعر العراقي مظفر النواب وغيرهم . راجع حول هذا الموضوع الفصل السادس من كتابنا . ( Somekh 1992 )
|
مجمع اللغة العربية
|
|