|
|
صفحة: 163
التشابك اللغوي في ياسين وبهية 1 كان استخدام اللهجات العامية ف الشعر العربي "الرسمي" أو "النموذجي" ( canonical ) فكـرة مرفوضة طوال تأريـخ الدب العربي بطوريه الك › سـيكي والحديث . والمر نفسـه ينطبـق عل النثـر العربي ، وإن كانت الهوة بـين لغة الحياة اليومية والدب الرسـمي أكثر عمقا ف النثر ، ذلك أن الشعر كان يعت › ديوان العرب وموئل الفصاحة السمى . أما ف الدب الشـعبي ، ال › رسـمي ، فكان يقال الشعر والنثر بالعامية ، أو بأسـاليب تمتزج فيها العامية والفصحى ، مثلما نشاهد ف نصوص السير الشعبية الكثيرة . ولكن هذا الدب الشـعبي ( وهو أدب شفهي ف المقام الول ،( رغم ما فيه من حيوية وجمال ، لم يصبح ف يوم من اليام جزءا من الدب العربي ولم يعتن به الباحثون والنقاد العرب إل ف العقود الخيرة . كانت الفصاحة ، إذن ، أو › مقومات النظام الدبي العربي الرسـمي قرابة 1400 عاما من تاريخه الحافل . ولكن الع › الحديث شـهد تغـيرات هامة ف مفاهيم الدب وف أسـاليبه . فقد أخذ الدباء منذ أواخـر القرن الما › يسـتخدمون العامية أحيانا ف بعض ما يكتبونـه وين › ونه ، وخاصة ف بعض الصنوف الدبية المستحدثة كالم › حية والرواية الواقعية . أما الشعر فما زال ف الساس يكتب بالفصحى ، وإن كان بعض الشعراء العرب ف العقود الخيرة قد انفتحوا للعامية وحاولوا تضمين بعض عنا › ها ف شعرهم التجريبي ( حنا أبو حنا ، . ( 1986 ثم إن غير قليل من شعراء العاميـة ف أقطار عربية مختلفة أخذوا يعت › ون إنتاجهم الشـعري جزءا من الدب الرفيع ، بل إن فيهـم من حاولوا ف العقود الخيرة كتابة الشـعر التجريبي ، متبعين أحدث المدارس الدبية العالمية ، باللهجات العامية ( سعيد ، . ( 1964 ولكن هذه المحاولت التجديدية ، بل مجرد فكرة ( 1 ) ن › هذا المقال ف الكرمل ، العدد ،( 1988 ) 9 ص . 47-35 ( 2 ) نذكـر هنا أن ابن خلدون ، ف فصل من فصول مقدمته ، وصفي الدين الح › ف كتابه العاطل الحا › يمث › ن القلة التي أولت اهتماما بالشعر الشعبي المنظوم بالعامية وبطرائقه وأساليبه الخاصة . ( 3 ) من هؤلء الشـعراء لويس عوض ف بعض قصائد مجموعته بلوتو › نـد وقصائد أخرى ، القاهرة ؛ 1947 كذلك
|
مجمع اللغة العربية
|
|