|
|
صفحة: 161
بما فيه الشـعر الصوف ، عند الك › سيكيين الجدد ف القرن الع › ين ، وذلك لن الشاعر الذي أدعوه هنا "الصوف الجديد" ل يدعي حتما التدين أو التمسك بالدين والدعوة له ، وحتى حين نسـمعه يقول "أصبحت مؤلها" فليس معنى ذلك أنه انضم إ › أهل الدين والسـنة . زد عل ذلك أن البياتي وأدونيس ل يستقيان رموزهما من التصوف ا › س › مي وحسب ، وإنما يشكل رمز الح › ج وما شـاكله ف شعرهما وشعر آخرين كثيرين مدماكا واحدا ف عمارة عالية من الرموز التاريخية والسطورية التي يستقونها من الثقافة الغربية ( إيكاروس ، بروموثيوس ، أورفيوس ) ومن حضارة ال › ق الوسـط القديم ( بعل ، عش › وت ، جلجميش ) بل يستقونها أحيانا من الدين المسيحي ( وجدير بالذكر أن ذلك يظهر كثيرا ف شعر من نشأوا ف أحضان ا › س › م . ( وأخـيرا فإنني أؤكد ثانيـة أن ظهور الرموز والتجارب الصوفية عند هؤلء الشـعراء ، الذين يدينون جميعا بأيديولوجيات واتجاهات غربية ف الساس وعند شعراء ذوي ميول ماركسية واضحة ف الغلب ، لهي ظاهرة تسـ › عي النظر والهتمام وليس عند باحثي الدب فقط . إن هذه الظاهرة تشير ، عل ما يبدو ، إ › أن الشاعر العربي ، والمثقف بشكل عام ، يحس بالحاجة إ › العودة إ › المصادر وتأصيل إنتاجه ف تجربة ك › ى من تجارب الما › الممتدة إ › الحا › خـ › ل تأليـف بين مقومـات التجربة الصلية وعنا › لـم تكن فيها ف المـا › مثل البعث القومي والعدل الجتماعي والثورة ا › نسانية الشاملة . وهذا التأليف هو ما دعوته ف دراستي هذه بالصوفية الجديدة .
|
مجمع اللغة العربية
|
|