ملامح الصوفية الجديدة في الشعر العربي الحديث

صفحة: 160

ضاقت العبارة" ( ي › حظ هنا أن أدونيس حين أصدر مجلة أدبية خاصة به دعاها "مواقف" مثل اسـم كتاب النفري . ( ولكنني وقد تركزت ف حديثي هذا ف شخصية الح › ج وأطوارها ، أدع البحث ف القصائد من أواسط الستينات إ › مناسبة أخرى . غير أنني أود ، قبل أن نفارق الشـاعر أدونيـس ، أن أقتبس بعض النقاط الشـخصية حول خلفيته الدينيـة العلوية التي توردها زوجته الناقدة خالدة سعيد ف كتابها البحث عن الجذور الذي صدر ف بيروت عام ، 1960 وهي أمور تتصل مبا › ة بالقضية التي تناولناها : نشـأ أدونيس › بيئة دينية ، وتعلم منذ أن تجاوز الطفولة أشعار المتصوفين العلويين ، كما يحصل لكل الشباب العلويين ، كالمكزون والمنتخب ، وقد بدأ تأثـره بهذا الجو › أطروحته التي قدمها لنيل الليسـانس والتـي كان موضوعها التصـوف . والبيئـة › القرية العلويـة البسـيطة الحالمـة الفقيرة ، بيئـة مهيأة لنشـوء الروح الصوفية ... ( سعيد ( 92 : 1920 إن هذه التفاصيل الشخصية التي تذكر إ › حد غير قليل بما اقتبسناه من سيرة البياتي وعبد الصبور ، فيها ما يشـير بوضوح إ › أن ظهور ا › شـارات الدينية ، والصوفية بشـكل خاص حتى عند شـعراء يبدون بعيدين تماما عن الدين ، ليس أمرا عارضا ، وج › أيضا أننا لسـنا حيال "موضة" أدبية ل جذور لها . لقد أردت بهذه الشواهد أيضا أن أثبت ما ذكرته بإيجاز ف مستهل حديثي هذا ، وهو أن ا › شارات الصوفية ، وإن كانت مستقاة من مصادر أدبية ، إل أنها ليست بعيدة عن التجربة الصوفية نفسها . وأخيرا فإن استخدام ا › شارات الصوفية من قبل هؤلء الشعراء قد يكون بعيدا عن الدللة الو › المعروفة ف الصول ، إل أنه ليس استقاء سطحيا عارضا . 7 بعبـارة أخرى فـإن التجاه الصـوف الجديد الذي برز ف السـتينات يختلـف عما نجده ف المـدارس "الوجدانية" أو "الروحية" التي ظهرت ف الدب العربي الحديث سـابقا ، كشـعر المهجر ( ج › ان ، نعيمة ) وذلك لن هذا التجاه الن وثيق الصلة بالمصادر ا › س › مية والتجربة الشـعورية ا › س › مية ، يسـتقي منها رموزه وإشاراته ول يمثل اتجاها روحيا "عاطفيا" كما ف المـا . › ومن ناحية أخرى فإن هذا التجاه يختلف كذلك عن الشـعر الديني ا › سـ › مي ،

السابق:  |  التالي