ملامح الصوفية الجديدة في الشعر العربي الحديث

صفحة: 159

6 يسـتخدم الشاعر السوري أدونيس شخصية الح › ج استخداما فيه بعض الخت › ف ، ولكنه ليـس اخت › فـا كبيرا ، وذلك ف قصيدتـه "مرثية الح › ج" التي كتبت عـام 1960 ون › ت ف ديوانه أغاني مهيار الدمشقي . الذي صدر عام . 1961 ف تلك السنوات كانت فكرة البعث أحد الموضوعات الرئيسية ف شعر أدونيس إذ تنبثق نار الحياة من الرماد رمزا لبعث شعوب المنطقة وعودتهم إ › المصادر الفينيقية . لذا فقد أكثر أدونيس استخدام رمز فينيق اليوناني – الفينيقي ، بل إن لقبه "أدونيس" الذي اتخذه لنفسه يشير أيضا إ › هذا التجاه . وعليه فإن القصيدة التي ذكرتها تطفح بالرموز والتعبيرات التي تشـير إ › البعث مثل النشـور وحتى ا › شارة لموت المسيح وقيامته . فيخاطب أدونيس الح › ج قائ : › يا كوكبا يطلع › بغداد محم › بالشعر والمي › د ، يا ريشة مسمومة خ › اء ، لم يبق ل › تين من بعيد مع الصدى والموت والجليد › هذه ا › رض النشورية لم يبق إ › أنت والحضور يا لغة الرعد الجليلية › هذه ا › رض القشورية يا شاعر ا ›› ار والجليد ( أدونيس : 1971 ج ، 1 ص ( 507-506 لقد كتبت هذه القصيدة ، كما أسـلفنا ، عام ، 1960 وف تلك السـنة وما بعدها بقليل تعاظم شغف أدونيس بالتصوف ا › س › مي ، وعل الخص بمقولت النفري ، وهو متصوف من القرن الرابـع ، كمـا تتجل ف كتاب النفري "كتاب المواقف . " لقـد تعمق أدونيس ف لغة المتصوفين وتجاربهـم ، وي › حـظ ف قصائده المتأخـرة تأثره بالنفري ، وعل تلك التي كتبت ف أواسـط الستينات كديوانه كتاب التحو › ت والهجرة › أقاليم النهار والليل ، الصادر عام ، 1965 حيث يفتتحه بقولين للنفري ، وف الساس هذا القول الصوف الواضح : "كلما اتسعت الرؤية

السابق:  |  التالي