ملامح الصوفية الجديدة في الشعر العربي الحديث

صفحة: 157

وإن كانت هذه النواحي تندمج بحلم الثورة الدائمة وعليه فليس غريبا أن نراه يفتتح كتابه تجربتي الشـعرية الشـبيه بال › جمة الذاتية ، وقد صدر عـام ، 1968 بقول صوف واضح مقتبس من "حكمة ال › اق" للسهرودي المقتول : سـ › م ع › قوم صاروا حيارى سـكارى › شوق عالم النور ، وعشق ج › ل نور ا › نوار ، وتشبهوا › مواجيدهم بالسبع الشداد ) . البياتي ( 373 : 1970 كذلك ليس عجيبا أن نرى ديوانه الذي يأتي و › يأتي ، الذي صدر عام ، 1967 يحمل عنوانا ثانويا يقول فيه : "سيرة عمر الخيام الباطنية الذي عاش ف كل العصور منتظرا الذي يأتي ول يأتـي ، " كذلك يحمل ديوانـه التا ،› الموت › الحياة ( صدر عام ( 1968 عنوانا ثانويا مماث : › " الوجـه الخر لتأمـ › ت الخيام ف الوجود والعدم . " ول يغير من ذلك شـيئا أن يكرس البياتي إحدى قصائد هذا الديوان البارزة "عن الموت والثورة" للثائر ت › جيفارا من أمريكا ال › تينية . ترى ، هل يمكننا أن نجد بعض التفسير لهذا الدمج الغريب بين الواقع والستبطان الروحي ، بين الثورة الشـاملة والتصوف ، ف خلفية الشـاعر الخاصة؟ ففي كتابه تجربتي الشعرية المذكور آنفا يقول البياتي : لقـد بدأت معرفتي بالعالم › الحي الذي نشـأت فيـه ببغداد ، بالقرب من مسـجد الشـيخ عبد القـادر الكي › ني و › يحه ، وهـو أحد كبار المتصوفـة . وكان الحي يعـج بالفقراء والمجذومـين والباعة والعمال والمهاجرين من الريـف وال › جوازيين الصغار . كانت هذه المعرفة هي مصدر ألمي الكبير ا › ول . ( البياتي ( 383 : 1970 وتظهـر عند البياتي أيضا شـخصية الح › ج ، فهناك قصيدة من سـتة مقاطـع ، كتبت عام ، 1964 ونـ › ت ف ديوانـه سـفر الفقر والثورة تحمل اسـم "عذاب الحـ › ج" ففي هذه القصيدة يبدو الح › ج ل شـخصية من الما › وحسـب ، بل معنى من الحا › والمسـتقبل أيضـا . أضف إ › ذلك أن الح › ج ل يبدو شـخصية خارجية ينظـر إليها بالعطف أو بغيره ، بل جزءا من لحم الشـاعر ودمه ومرآة لمشـاعره الداخلية العميقة . فانظر كيف يبدأ المقطع الخامس من القصيدة المدعو "الصلب : " › سنوات العقم والمجاعة باركني

السابق:  |  التالي