|
|
صفحة: 156
ثم طرأ عليه أخيرا ، ف الخمسـينات ، تحول جديـد : فهو لم يعد يرى ف إص › ح المجتمع غاية كل › ء كمـا ع › عن ذلـك ف ديوانه الول الناس › ب › دي ، ففـي قصائده المتأخرة بحث ، كما يقول ، عن معبود آخر غير المجتمع فاهتدى إ › ا › نسـان ، وقادته فكرة ا › نسان بشمولها الزمني والمكاني ا › التفكير من جديد ف الدين . ويضيف قائ : › "وهكذا أصبحت مؤلها ، وما زال هذا موقفي الوجداني الذي اخ › ته ، إن حياتنا مجدبة وسخيفة ما لم ترتبط بفكرة عامة وشـاملة ، بسـعي إ › الكمال ، وما الكمال؟ أهو التقدم ال › والصناعي؟ هل أضاف ذلك كله شـيئا إ › معنويات ا › نسـان وأخ › قيته ، بل هل أضاف إضافة كبيرة إ › مادياته فحماه من الفقـر والجريمة؟ لتكن الدورة إذن هي غاية الكون ، ومن حيث انطلق وصدر يعود ، وليكن الكمال هو العودة إ › الله نقيا كما صدر عنه " . ( عبد الصبور . ( 86 : 1969 إن هذا التحول الذي طرأ عل عبد الصبور ، بشهادته هو ف الخمسينات ، قد أخذ يتمثل ، كما ذكرنا ، ف مأسـاة الحـ › ج ، بل إن هذا المنحنى الجديد قد بـرز ف قصائده المتأخرة عل نحو واضـح . ولكن المجال يضيق هنا عن البحث ف شـعر عبد الصبـور جميعه ويكفيني القول بأن عبد الصبور ، وهو ف نظر الكثيرين أك › شـعراء عهد الثورة وتلميذ المدرسة الش › اكية – النضاليـة ف الدب الحديـث ، قد أخذ ين › ف ، ف الف › ة التي ندرسـها ، إ › إبراز التجربة الروحية – الصوفية ، وم › حيته الشعرية مأساة الح › ج تمثل هذا التحول إ › حد بعيد . 5 لقد حدث انعطاف مماثل إ › حد ما ف شـعر عبد الوهاب البياتي ، فقد كان البياتي ف بداية طريقه ، وعل مدى سنوات الخمسين ، شاعرا شيوعيا ملتزما جند شعره ف نضاله السيا ،› ويبدو أن إيمانه المبدئي بالش › اكية ما واكبه سنين عديدة ، وإن كان هذا ا › يمان قد اكتسب لونا جديدا يمكن تسميته "الش › اكية غير المقيدة" أو "الثورة الدائمة" التي تطمع لن تطهر روح ا › نسان . لقـد طـرأ ، كما يبدو انتقال من ا › يمـان بالتغيير الجتماعي – السـيا › الثوري إ › ا › يمان بالشـ › اكية التـي قد ل تتحقق عـل الرض ، كما يقـول البياتي ، أو ا › يمـان بالحلم الكبير الذي تفسـد بدونه حياة ا › نسـان ، أي طرأ عنده استبطان لفكرة الثورة الش › اكية وف حين كتبت قصائده الو ،› كما ذكرنا ، بروح تما › إ › حد كبير مفاهيم الواقعية الشـ › اكية فإن أشعاره المتأخرة ، ف الستينات والسبعينات ، قد برزت فيها النواحي الذاتية ، الصوفية تقريبا ،
|
مجمع اللغة العربية
|
|