|
|
صفحة: 155
هذا الحوار بإلقاء الح › ج للخرقة ، شـارة النتماء للطريقة الصوفية ، ثم يخرج إ › الجماهير المضطهدة ينا › هم ف نضالهم من أجل العدالة والحق . وهذا يخالف ما ترويه المصادر من أنـه إنمـا ألقى الخرقة لين › تعاليمه الصوفية الخاصة ، وذلـك بعد عودته من حجته الو › لمكـة المكرمـة ل ف آخر أيامه ، كما يظهر ف م › حية عبد الصبـور ، حيث يمثل ذلك تتويجا لحياته وموته . لكن مأسـاة الح › ج ل تقت › ف رأينا عل تفسـير شـخصية هذا الشـهيد بروح الواقعية الشـ › اكية وحسب . إن الدراسة المتعمقة للنص تكشف لنا اتجاها أكثر روحانية مما يظهر ف توضيـح المؤلف . ففي المنظرين الثالث والرابع ، وخصوصا ف القسـم الخير – "المحكمة" تكتسـب أقوال الح › ج وتعاليمه بعدا باطنيا ، ويفوه أحيانا بشطحات غيبية مما يسهل عل حكامه إدانته بالكفر والحكم عليه بالموت . وحول اتهامه بتحريض الناس عل الثورة يجيب الح › ج : بـل كنت أحض عـ › طاعة رب الحـكام . برأ اللـه الدنيا إحكاما ونظامـا فلمـاذا اضطربت ، واختـل ا › حكام؟ خلق ا › نسـان ع › صورته › أحسـن تقويم فلماذا رد إ › درك ا › نعام؟ ( عبد الصبور . ( 179 : 1965 وف مواضع أخرى ي › ح الح › ج لحكامه أن نفوس الناس قد فسدت لفساد أخ › ق حكامهم الذيـن اضطهدوهم وأجاعوهـم . وبكلمة أخرى فإننا حيال وجه آخر مـن وجوه "الصوفية الشـ › اكية ، " أي أن الطمـوح إ › اللـه ل يكون ممكنـا دون إص › ح العالم وسـيادة العدل الجتماعـي ، كمـا رأينا ذلك ف أقـوال محفوظ آنفا . وهكـذا يمكننا أن نلحـظ ف كتاب عبد الصبـور تمازج النضـال الجتماعي بالتيار الروحي – الصوف ، بـل يمكننا أيضا أن نلحظ اخت › فـا ف ال › كيـز بين القسـم الول من الم › حية ، حيـث يطمح البطـل إ › تحطيم إطار الصفـوة لمعلميه ورفاقه الصوفيـين والخروج إ › الناس ، وبين القسـام الخيرة منها حيث تشيع الروح الصوفية وتتعاظم ويغلب السلوب الصوف فيها . وثمـة م › حظة جانبيـة : ف عام 1969 أصدر عبـد الصبور كتابا ف ال › جمـة الذاتية دعاه حياتي › الشـعر حيث نراه يعـرض لث › ث مراحل ف نظرته إ › الديـن : ففي صباه الول كان متدينـا أعمـق التدين يطمع ف أن يصل إ › المرتبة التـي تحدث عنها بعض الصالحين ، بـل إنه قد وصل إليها عل ما يبدو ، ثم إنه ان › ف عن ذلك إ › ا › يمان بالمادية والشـ › اكية
|
مجمع اللغة العربية
|
|