|
|
صفحة: 153
3 ف هذه النقطة أود النتقال إ › الشـعر العربي الحديث ذاته ، مقتبسـا ف هذا السياق ما قاله أحد أع › م الشـعر الحديث ، ع › أحمد سـعيد المعروف بلقبه الدبـي "أدونيس . " ففي كتابه مقدمة للشـعر العربي الذي صـدر عام 1971 يعرف أدونيس الشـعر العربي الحديث ، وعل الخص ما ظهر منه ف الستينات ، أو كما يطمح إليه الشعراء عل وجه الدقة ، ويقارنه بالنظرة التقليدية السائدة عند الشعراء فيقول : هكـذا تتجـه القصيـدة العربية لكي تصبـح ما أسـميه » القصيدة الكلية » القصيدة التي تبطل أن تكون لحظة » انفعالية » لكي تصبح لحظة كونية تتداخل فيهـا مختلف ا › نواع التعبيرية نثرا ووزنا ، بثا وحوارا ، غنـاء وملحمة وقصة ، والتي تتعانـق فيها بالتا ،› حدوس الفلسفة والعلم والدين . فليست القصيدة الجديدة شك › من أشكال التعبير وحسـب وإنما هي كذلك شـكل من أشكال الوجود ( أدونيس . ( 117 : 1971 وسـتكون لنا عودة ف سياق بحثنا إ › شـعر أدونيس ذاته ، ولكنني رأيت ف هذا الموضع أن أورد قوله هذا لما فيه من دللة عل التحولت العظمى التي طرأت ف أيامنا عل ماهية الشعر العربي ، وخصوصا ف العقدين الخيرين . فالشـعراء الذين سـأعرض لشـعرهم هنا ليسـوا بالك › سيكيين الجدد أو الرومانسيين الذين يتناولون الموضوع المعين بشكل وصفي تقريري ويقسـمون أشـعارهم إ › أغراض وأبواب وإنما نحن حيال شـعراء مبدعين تتجل ف سياق إنتاجهم تشكي › ت من الرموز والصور التي تتحد وتنفصم مرة بعد أخرى ، تختلف التجارب والرمـوز التي ترد ف شـعرهم ف ف › ات مختلفة من كتابتها ، حتـى وإن طرأت تغيرات عل قيمتها ودللتها بين ف › ة وأخرى . وسـأق › بقية حديثنا هذا عل النظر ف نتاج ث › ثة من الشعراء العرب المعا › ين ، محاول إبراز ما فيه من المعاني الصوفية والصوفية الجديدة وما هي عليه من أهمية وانتشـار كبير مؤكدا بشـكل خاص عل أحد هذه المعاني : شـخصية الحسـن بن منصور الح › ج – وذلك › براز اسـتمرارية هذه الرموز ف الشـعر الحديث من ناحية ، وتنوع المضامين التي يضفيها مختلف الشعراء عل هذه الرموز من ناحية أخرى . الشعراء الث › ثة الذين سنتناولهم بالبحث هم :
|
مجمع اللغة العربية
|
|