ملامح الصوفية الجديدة في الشعر العربي الحديث

صفحة: 151

م › مح الصوفية الجديدة في الشعر العربي الحديث 1 ف أواخر الخمسينات وأوائل الستينات من هذا القرن ي › حظ ميل متعاظم ، عند بعض الدباء والشـعراء العـرب ، نحو الجواء الصوفية الميتافيزيقية . لقد تجـل ذلك ، من بين ما تجل ، ف العناية بالصوفية من جديد ، سواء ف ذلك مصادرها الدبية او التجربة الصوفية الشعورية . إن هذا اللتفات إ › المضامين والشـخصيات الصوفية يتضح ، بشـكل أو بآخر ، ف نتاج أدباء كبار ، وف أحيان كثيرة ف نتاج مؤلفين ذوي ميول اش › اكية وثقافة ع › ية علمانية . ف مقـا › هـذا سـأق › الحديث عل أحـد مظاهر الموضـوع الصوف ف الشـعر العربي ف السـتينات . لكني ، قبل ذلك ، سأتطرق ولو باختصار شديد إ › أحد الدباء الكبار ، وف مجال النثر بالذات ، الذي مثل ف تلك السـنوات ذاتها ارتياد المضامين الصوفية أكثر من أي كاتب آخر . أعني بذلك طبعا الديب الم › ي المعروف نجيب محفوظ . 2 لقـد تناول محفوظ ف نتاجه الول مشـاكل م › الجتماعية ، وعل الخص حياة البسـطاء ف أحياء القاهرة الفقيرة ( زقاق المدق مث ،(› ولكنه تحول ف أوائل السـتينات بشـكل فاجأ جمهـور قرائـه . لقد تحول ف نتاجه المتأخر وخاصة ف السـتينات ، مـن الهتمام بالمادة إ › الهتمام بالروح بشـكل واضح . صحيح أن محفوظ لم يهجر ، ف هذه الف › ة أيضا ، تعاطفه مـع المعذبين ف الرض ولم يحلق بعيدا عن أرض الواقع الحي ، ولكن العنا › الميتافيزيقية أخـذت تتعاظم وتطغى أحيانا عل العنا › المادية . إن البطال المغ › بين ف نتاج السـتينات ( السـمان والخريف ، اللص والك › ب ) يلجون أحيانا المسالك والمؤلفات الصوفية كأشعار رابعـة العدوية وابن الفارض ، والرسـالة القشـيرية . بل إن أبطال بعـض قصصه ينقلبون ( 1 ) ن › هذا المقال ف ال › ق ج ، 9 ع ، 3 ( تموز- أيلول . ( 1979

السابق:  |  التالي