|
|
صفحة: 136
4 مادة القصيدة موضوع القصيدة بسـيط جدا : نقل أو تصوير بعض المناظـر المألوفة ، التي تتخلل العرس القـروي ، خـروج العروس من بيت أبيهـا إ › بيت زوجها . والوصـف ، ف ظاهره ، ليس عل لسـان الشـاعر من الخارج أو كما تنعكس المناظر ف ذهنه أو ذاكرته ، بل كأنما أمامنا فع › " ترجمـة" لبعض الغاني الحقيقية التي تغنى وقت جلوة العروس وإكليلها وما يرافق ذلك مـن طقوس وزلغيط ( أو زغاريد أو زغاريط . ( ونذكر هنا للقراء أن الغاني الشـعبية ف هذه المنطقة غنية ومتنوعة إ › أبعد الحدود ، وكذلك حب اللبنانيين لغانيهم الشـعبية ل حد له ، تشـهد بذلك موجة ا › حياء والتشـجيع التي لقاها الغناء الشـعبي عل يد فنانين كبار ف العقود الخيرة بما فيهم الخوان رحباني وفيروز . وإذا تحدثنا عن الشـعر الشـعبي فعلينا أن نفـرق بين أنواع كثيرة منه . فهناك أول الغاني الشـعبية الفولكلورية التي كتبها ولحنها مجهولون ثم انتقلت من جيل ا › جيل ، ومن هذا النوع ، طبعا ، اسـتقى أبو شـبكة قصيدته التي نحن بصددها . وهناك نوع آخر من الشـعر ، يكتبه زجالون معروفون مثل رشيد نخلة ومن نهج نهجه ، وف هذا النوع يع › الشـاعر عن عواطفه الذاتية وعن هموم مجتمعه الذي يعيـش فيـه . ثم هناك نوع ثالث من الشـعر يكتبه بالعامية شـعراء محدثـون ، من أنصار المذهب الرمزي ف السـاس ، بزعامة سعيد عقل وميشـال طراد ، وهؤلء وإن استغلوا بعض عنا › النوعين اللذين ذكرنا قبل قليل إل أن هدفهم السا › هو خلق التأثيرات والنفعالت عن طريق النغمة ودللت العبارات والصور كما هي الحال ف الشعر الرمزي ف الغرب . وجديـر بالذكـر أن قصائد ا › لحان ، بما فيهـا قصيدتنا ، ل تنتمي إ › أي مـن هذه النواع ، وخصوصا فيما يتعلق باللغة ، ذلك أن قصائد أبي شـبكة كتبت كلها بالفصحى ل بالعامية . ومع ذلك فإن مادة القصيدة ، كما ذكرنا ، مستقاة بوضوح من النوع الول ( الشعر الشعبي " الطبيعـي" المجهـول الصـل ،( وإن كان سـيتضح لنـا فيما بعـد أن المـر ل يقت › عل " ال › جمـة" مـن العامية إ › الفصحى وإنما يتعدى ذلك إ › اسـتغ › ل المناسـبة للتعبير عن عواطف الشاعر نفسه ( أي بما يشبه النوعين الثاني والثالث أع › ه . ( ومن هذه الناحية علينا التأكيـد ، خـ › ل هذه المرحلة من بحثنا ، أن تجربة أبي شـبكة ف اسـتغ › ل الشـعر العامي ( 8 ) مـن شـاء أن يقرأ وصفا تفصيليا لهذه الحتفالت بكل تفاصيلها ودقائقهـا ، بما ف ذلك الغاني والزغاليط التي سجلت من الحتفالت ف قرى لبنان فليطالع كتاب الدكتور أنيس فريحة . ( 1957 ) ( 9 ) حول الشعر اللبناني الفولوكلوري يراجع كتاب مارون عبود . ( 1968 )
|
مجمع اللغة العربية
|
|