|
|
صفحة: 117
التأثر به ، ولكن دون التقيد التام بالنص الو ،› وهو أمر ل ينطبق ، كما سنرى ، عل قصيدة قسطندي داود . وقبـل ال › وع بالمقارنة بين الصل ا › نجليزي وال › جمة العربية المنظومة يجدر بنا أن نقرر أمرين هامين أخذناهما بالحسبان ف دراستنا : ( 1 ) أن كل ترجمة لنص شـعري ، مهما كان نصيبها من النجاح ، ل يمكن أن تكون مطابقة ل › صـل . فمجـرد نقل مـا ف القصيدة الصليـة إ › كلمـات أخرى غير الكلمـات التي اسـتخدمها الشـاعر ، وف لغة أخرى غير لغته ، ل بد أن يحدث تغيرا ف المضمون ذاته . لهذا فنحن إذ ندرس ترجمة قسـطندي داود ، حري بنا أن نتذكر هذا المر وأل نطالبه بالمسـتحيل ، أي بنقل المضمون نق › "طبق الصل . " لذا علينا ال › كيز ل عل النحرافات التـي ل بد منها ، بل عل النحرافـات المضمونية التي كان يمكن تجنبها لو لجأ الم › جم إ › أسلوب غير السلوب الذي استخدمه ف ترجمته . ( 2 ) لمـاذا اخ › نا ترجمة قسـطندي داود بالذات؟ فالرجل كما أسـلفنا ليـس أديبا معروفا ، بل ربما لم يكن متمكنا من صناعة الشـعر وال › جمة كما يجب . ورغم ذلك فإنا اخ › نا عامديـن ترجمـة قام بها ناظم ل شـاعر لنها شـفافة يتمثـل فيها كل مـا نريد قوله بوضـوح وبسـاطة . فلو فضلنا ترجمة قام بها شـاعر موهوب ( مثـل ع › محمود طه الذي ترجم بعض قصائد شـ › نظما ) لواجهتنا صعوبات كثيرة ف غوصنا إ › مشـاكل ال › جمة الشـعرية . فالشـاعر المتمرس قادر ، بمكره الفني ، عل إخفاء بعض المشـاكل التي تع › ض طريق الم › جم مخلصا ف صياغته للنموذج الدبي أو المدرسة الدبية التي ينتمي إليها . ( وسـوف نرى أن م › جمنا -رغم هفواته الكثيرة- مخلص غاية ا › خ › ص لنموذج أدبي معين هو ، دون شك ، النموذج العربي الك › سيكي . ( 4- ولنبدأ بتحليل أدبي › يع للقصيدة ا › نجليزية نفسها . إن قصيدة ش › مكونة من مقطوعتين متسـاويتين ف الوزن ومبنى القافية وعدد السطور . وكل من المقطوعتين يتكون من ثمانية سـطور من وزن "اليامب" ،( iamb ) والقافية ف كل مقطوعة تجري حسـب ال › تيب التي : أ ب / ج د ج د . وقد كتبت القصيدة بلغة بسـيطة نسـبيا ، ف › أثر فيها ل › سـلوب ا › نجليزي الك › سـيكي ( شكسـبير أو ملتون مث (› من حيث مفرداتها ونحوها وتركيب جملها . ثم إننا
|
مجمع اللغة العربية
|
|