مسرح محمود تيمور: لغة الحوار في صياغتين

صفحة: 76

أيضا . ففي نسـخة الفصحى نجد كل المفردات العاميـة التي ل تخص الفصحى قد حذفت واستبدلت بها مفردات أو تعابير فصيحة تماما . إن هذا المعيار لنقاوة اللغة عند تيمور ليس بعادة شـائعة بين الكتاب العرب عل ا › ط › ق . هناك ، ف الواقع ، عدد كبير من الكتاب ، حتى الذين يؤثرون الفصحى ف الحوار ( مثل محفوظ والمازني ،( كأنما يشـعرون أن ظهور كلمة أو تركيـب عاميين ف أعمالهم عرضا من شـأنه أن يغني هذا العمل ويم › ه حياة ، فض › عن عدم إفساده للبناء اللغوي الفصيح . أما تيمور فإنه يعمل كل ما بوسـعه لكي ينقي لغته ف نسـخة الفصحى ، حتى حين تفوح من البديل الفصيح رائحة التكلف الشـديد . وهكذا : ( 13 ) البدلة › الحلة؛ الزعبوط › العباءة؛ السلفية › القرض؛ البلد › البلدة؛ عمودية › عمدية . وهـذا النهـج يطبق أحيانا عـل مفردات يراها ا › نسـان العربي المعـا › مفردات فصيحة م › وعة ، إل أن تيمور ، عل كل حال ، يشـعر بأن من ال › وري أن يسـتبدل بهذه المفردات أشكال أكثر نقاوة وأكثر اقتصارا عل الفصحى . فمث : › مركب › سفينة؛ حصان › جواد . ويسـتمر ذلك دون اللتفات إ › أن المفردات الدخيلة أو الجنبية ف العامية يحل محلها عند تيمور أوتوماتيكيا بديل صحيح أو ملفق من الفصحى : جاكتة › سـ › ة؛ النرفزة › الثـورة؛ الويك إند › عطلة السـبوع؛ الفيـ › أم روف جاردن المغنى الذي تزينه حديقة السطح . وحتى صيغة الستغراب المألوفة مثل ما شاء الله ( نسخة العامية ، ص ( 198 تبدو للمؤلف غير مقبولة ويلجأ إ › "تفصيحها" لتغدو : ما شاء الله كان ( نسخة الفصحى ، ص . ( 68 ولن نجانب الصواب إذا استخلصنا ف هذه المرحلة المبكرة من بحثنا أن نقاوة اللغة ف نسخة الفصحى هي غاية ف ذاتها . إن هم الكاتب من › ف قبل كل › ء إ › إعداد نسـخة مكتوبة ف لغة عربية نموذجية ، وذلك دون اللتفات ، كما سنوضح فيما بعد ، إ › المتطلبات الساسية ف فن الحوار الم › حي . . 5 مط ا › حاديث إذا كان تيمـور لـم يواجـه إل صعوبة طفيفـة ، ف المثلـة المدرجة أع › ه ، ف إعـداد البدائل

السابق:  |  التالي