|
|
صفحة: 69
والمر نفسـه ينطبق عل "مبسـوطا" ف الجملـة الثالثة فكلمة "مبسـوط" بمعنى م › ور ، راض ، ل تنتمـي إ › قامـوس الفصحـى الخالصة ، لذلـك فالتنوين هو خـروج عل المألوف يستخدمه بعض الكتاب للتهكم من المغالة ف التفصيح ف النصوص الهزلية . وأود ف نهايـة مقالتـي القصيرة هذه أن أشـدد عل أن الخلط بـين العامية والفصحى بحد ذاتـه ليس بال › ورة ميزة أو مدعاة للفخر والعتزاز ، فاللغة المختلطة تمثل أحيانا التهافت اللغوي وانعدام قدرة المتكلم والكاتب عل التمييز بين النواع والمستويات السلوبية المختلفة . أجـل ، ف العالـم العربي رغبـة -أو قل هو حلـم- لمحو أو تقليـص حالة الثنائيـة اللغوية ( diglossia ) التـي يشـكو منها المجتمـع العربي › قه وغربه ، ولكننـا نعلم علم اليقين أن الفصحى من جانب ، واللهجات العامية ف الجانب الخر ، حية ومتماسـكة ، ل يمكن تليينها بقـرار من حكومـة أو مجمع لغوي أو أدبـي . ويأمل الواقعيون من علمـاء اللغة أن الحياة ومجرى الزمن سيقلصان الهوة بين لغة الك › م ولغة الكتابة . ونحن ف هذا المقال وف غيره من الكتابات التي تناولنا فيها عملية التهجين الدبية ل نقصد الدعوة إ › انتهاج نوع لغوي أو أسلوبي من دون غيره . هذه مقالت "وصفية" تبغي ف نهاية المر فهم الحا › اللغوي بشـكل موضوعي ، وخاصة واقع اللغة الدبية ومتابعة التغييرات التـي تحدث ف الدب ومناهجه مما يؤدي ف نهاية المطاف إ › تأثيرات لغوية أو أسـلوبية ل مفر منها ، فالدب هو الفن اللغوي بكامل مفهوم هذا التعبير .
|
مجمع اللغة العربية
|
|