|
|
صفحة: 62
شك ، حيال تحول يحتاج إ › التفسير . نعود الن إ › الحمار يؤلف ، الم › حية الثالثة ف المجموعة التي نحن بصددها . تبدأ الم › حية بمنظـر يجلس فيه المؤلف ويحـاول كتابة م › حية ، فيدخل الحمـار ، صديقه القديم الذي ظهر ف كثير من مؤلفاته من قبل ، ويسأله إن كان له دور ف م › حيته الجديدة أيضا فيجيب المؤلف بالنفي . وعندما يحاول الحمار معرفة السبب يجيبه المؤلف بأنه سبب له المضايقات الكثـيرة ف كل مرة أدخله ف م › حياته ، إذ يظـن كل واحد أنه المقصود بذلك . والن يتطوع الحمار ليسـاعد المؤلف ويمـ › عليه الم › حية ، ليتحول من بطـل إ › مؤلف ، ثم يأتي منظر نورده كما ف الصل لما له من أهمية ف نظرنا : المؤلف – أكتب ماذا؟ الحمـار – هذا المنظر الـذي قلته لك ا › ن . وسـأم › الحوار حا ... › عـ › فكـرة .. الحـوار يكـون بالفصحى المبسـطة عـ › طريقتك أو بالعاميـة؟ .. بالعاميـة؟ أظـن العامية هنا أنسـب ما دام الغـرض ال › والتهريج .. المؤلف – عليك أنت اختيار ا › نسب . الحمـار – فلتكـن العامية › شـخاص الم › حية ، حتـى › يختلط حديثهم المهزأ بحديثنا نحن المهذب .. أقصد أنا وأنت .. إنها قطعة ممتازة مما وراء اللغة ( metalanguage ) بل مما وراء الم › حية ،( metadrama ) وأسـلوبها السـاخر واضح غاية الوضوح . لذلك فإني آمل أل يغ › به أحد فيسـتخلص منه النتائـج الخاطئـة ، كأنما أخذ الحكيم يؤمن ، ف سـبعينات القرن ، أنه يجوز الن اسـتخدام العاميـة ف الم › حيات الخفيفة والهزليات وما شـابه ، بينما ت › ئـم الفصحى أكثر ف القطع الجدية وال › اجيدية . إن تفسير القطعة السابقة عل هذا النحو يدحضه أمران : أ . ف الم › حية ذاتها ، الحمار يؤلف ، القسـم المكتوب بالفصحى ليس جديا تماما ، أو عل القل ليس أقل سخرية من القسم المكتوب بالعامية . ب . إن الحمـار هنـا ، وف مواضع أخرى ، يقدم دلي › سـاخرا ل يعتمد عليه ، لذلك فإن الباحث الحذر ل يمكنه فهم أقواله إل عل طريق الحدس والتخمين . ف رحلتنا ال › يعة هذه ع › خمسـين سـنة من إنتاج الحكيم ، وجدنا أن ال › اوح بين العامية والفصحى لم يكن عرضيا ول متذبذبا عبثا ، وإنما هناك اتجاه واضح يحدد هذه الذبذبات .
|
مجمع اللغة العربية
|
|