|
|
صفحة: 60
العنا › القاموسية والتعبيرية المستقاة من العامية رأسا كثيرة جدا . وعلينا ا › شـارة هنـا إ › أن مصطلح "اللغة الثالثة" عند الحكيـم ل يقصد به اللغة التأليفية ذات الوجهين التي حاول تشـكيلها ف الصفقة وإنما ، ف الساس ، لغة طبيعية أكثر ، تندمج فيها عنا › › يحة من العامية ف النص المكتوب بالفصحى أساسا . وليس غريبا أن الحكيم ، ف معظم إنتاجه ف الخمسـينات والسـتينات ، يسـتخدم الفصحى الحوارية البسيطة ، كما أن المر ل يثير السئلة الخاصة ، إذ أننا حيال تطور عام تماما طرأ ف تلك السـنوات تقريبا ، وهذه اللغة ، أي الفصحى الحوارية البسيطة ، استخدمها كذلك نجيب محفوظ ، بين من استخدموها ، ف قصصه التي كتبها ف أواخر الخمسينات وف الستينات . ورغم ذلك فهناك سـؤال واحد ، يظل قائما : لماذا رأى الحكيم ، ف هذه السنوات بالذات ، لزاما عليـه أن يبحـث عن لغـة يمكن قراءتها بالعاميـة أيضا ، ولماذا حاول ف السـنتين 1956 و 1966 كتابة م › حيات ذات وجهين . أظن أن ا › جابة بسـيطة وقاطعة ، وهي تشـبه ، بطريقة عكسـية التفسـير الـذي ذكر آنفا لنتقال الكاتب من العامية إ › الفصحى . ففي هذه السـنوات أي ف أواخر الخمسـينات وف الستينات ، عاد الم › ح الم › ي يمارس نشاطه ، فتلقى المساعدة الحكومية وأقيمت عدة فرق م › حية دائمة ومسـارح دائمة تمثل عليها كل ليلة م › حيات م › ية وعالمية ، ( وبالمناسبة ف نفس الف › ة أيضا أقيم ف القاهرة "م › ح توفيق الحكيم . ( " إن إمكانية تمثيل م › حياته عل خشـبة الم › ح كانـت هي التي دفعت الكاتب ، عل ما يبـدو ، ل › جتهاد والبحث عن حل جديد للمشـكلة اللغوية ، وهي التـي أبعدته عن كتابة الفصحـى الصارمة كما اعتاد خ › ل ع › ين سـنة . ولكن الحكيم لم يشـأ الكتابة بالعامية الخالصة ، ربمـا لعادات تأصلت فيه وربمـا لرغبتـه ف أن يواصـل طريقه كأديب عربي عـام . من هنا توصـل الحكيم إ › فكرة النـص المزدوج القراءة ، ولما لم تـ › ق التجربة ( الصفقة ) التوفيق ، تنازل الكاتب عن عنا › مـن الفصحى بالذات وليس العكـس . هكذا يمكننا وصف النوع الثاني من الم › حيات ذات الوجهـين أي م › حية الورطة ، بأنها تميل إ › العامية أكثر من ميلها إ › الفصحى ، ولكنها ل تتنازل عن الطموح إ › الفصحى . ( 3 ) انظـر مثـ › التذييل الذي كتبه الحكيم ف م › حيـة الطعام لكل فم ،( 1963 ) مكتبـة الداب ، القاهرة ، د . ت ، . ص . 174
|
مجمع اللغة العربية
|
|