حول لغة الحوار عند توفيق الحكيم

صفحة: 59

المشـكلة لـم تجد حلها . أما الن فإنه يقوم بتجربة مـن نوع جديد فيق › ح لغة ل تخرج عل قواعـد الفصحـى ، وهي ف الوقت ذاته لغة محكية ... " تلك هـي لغة هذه الم › حية : قد تبدو لول وهلة لقارئها أنها مكتوبة بالعامية ، ولكنه إذا أعاد قراءتها طبقا لقواعد الفصحى فإنه يجدها منطقية عل قدر ا › مكان . بل إن القارئ يسـتطيع أن يقرأها قراءتين قراءة بحسـب نطـق الريفي ، فيقلب "القاف" إ › "جيم" أو إ › "همزة" تبعـا للهجة ا › قليمية فيجد الك › م طبيعيـا مما يمكن أن يصـدر عن ريفي ، ثم قراءة أخرى بحسـب النطق العربي الصحيح ، فيجد العبارات مستقيمة مع الوضاع اللغوية السليمة . " ( الحكيم ( 158-157 : 1956 نحـن ، إذن ، بصدد تجربة تعتمد اسـتغ › ل ما ف الكتابة العربيـة من ازدواجية وعدم كتابة الحركات ، وهكذا فإن معظم الكلمات المكتوبة يمكن النطق بها بأشـكال مختلفة " ) يكتب" مثـ › يمكن النطق بهـا ف إطار الفصحى Yaktubu كما يمكن النطـق بها كما ف العامية . ( Yiktib إذن فـإن رغبة الحكيم هي خلق نص مزدوج النطق أو نص ذي وجهين إذا جاز هذا التعبير . لقد أثبت الواقع أن هذه الخطة تتطلب بهلوانية لغوية ك › ى من المؤلف كما أنه ل يسـتطيع أن يتغلـب عل بعض المصاعب أحيانا . بل إنها تخلق لغـة عربية جديدة أخرى ، مصطنعة ، أشـبه با › سـ › انتو كما يرى الناقد المـ › ي المعروف محمد منـدور . ، 139-133 : 1958 ) د . ت : ( 137-133 والواقع أن الحكيم نفسـه قد اع › ف بفشـل هذه الخطة وإن كان بشكل غير مبا ،› ففي سنوات الخمسين الخيرة والستينات الو › لم يحاول الحكيم ثانية ممارسة هذه "اللعبة" ف الكتابة المزدوجة النطق التي تعتمد أص › عل النص ذي الوجهين . وف سنة ، 1966 حين عاد إ › هذه التجربة ف م › حية الورطة ، اضطر إ › التنازل بلباقة عن الرغبة ف أن يكـون مخلصا لك › النمطين من اللغة ف الوقت نفسـه ، بـل إنه أجاز ب › احة إدخال عنا › نحوية واضحة من العامية ف النص المكتوب ( مثل السـم الموصول ، اسـم الشـارة ومـا شـابه ) متذرعا بأن بعض هذه العنا › ليسـت إل لغة مختـ › ة أصلها ف الفصحى الخالصـة . وسـيتضح لنا فيما بعد أن ذلـك كان ، ف الواقع ، اع › افا بالفشـل وبداية لتفكير جديد فيما يتعلق بالعامية كأداة م › حية . ولكـن فكرة "اللغة الثالثـة" لم تنبذ ، فالنظـر الدقيق ف الم › حيات التـي كتبها الحكيم ف سنوات الخمسـين والستين يكشف أن الحوار فيها قد كتب بالفصحى فع › إل أنها فصحى مركبـة جدا ، فالنحو فيها ، وخصوصـا مبنى الجملة ، قريب جدا مما نجد ف العامية ، كما أن

السابق:  |  التالي