|
|
صفحة: 49
ومشاعره الراهنة . إن الما › ف هذا الكتاب حا › أبدا . وجزيئاته قد تسللت إ › أحاسيس الـراوي وأفعاله ف الحـا . › والواقع أن مفهوم الزمن ف حكايـات حارتنا يذكرنا برواية مارسـيل بروسـت المعروفة › البحـث عن الزمن الضائـع ، حيث نـرى الكاتب الفرن › يحـاول ، كما ي › ح هو نفسـه ، "أن يستشـعر الزمن من جديد ، ف الحـا › والما › ف آن واحـد ، " وذلك بواسـطة لحظة من التج › يرى من خ › لها "الزمـن ف حالته المصفاة ضمن ذرة من الزمن ( 13 ) . " إن نجيـب محفوظ قـد اختار هذا السـلوب الفني ، أي المضارعة ، عن قصـد ( ول نعني عن قصـد واع ، فقصد الفنـان ل يعني بال › ورة أنه يخطط له عـن إدراك تام ، وإنما المقصود هـو "واعيتـه الفنيـة" التي قد ل يفكـر فيها الفنان عـن طريق العقل والمنطـق . ( فلو كان أسلوب "الحا › التاريخي" متبعا تقليديا ف القصة العربية لتضاءلت قيمة هذا السلوب ف حكايات حارتنا كوسـيلة لخلق ت › حم ديالكتيكي بين الما › والحا › ولصبح استخدام صيغـة المضـارع مجـرد تقليد ي › جمه القـارىء ف ذهنـه أوتوماتيكيـا إ › صيغة الما . › إذن فاسـتخدام السـلوب غير المألوف هو طريقة لفك الوتوماتيكية ، كما يقول نقاد الدب المعـا › ون وبذلك يثير الكاتـب انتباه قارئه إ › المفهوم الخـاص للزمن ف الثر الدبي عن طريق "ا › ظهار" أو "ا › براز" . ( foregrounding ) 7 نعـود إ › القول بأن الجمل التي تسـتخدم الفعـل المضارع بمعنى الما › تشـكل الغلبية الساحقة ف حكايات حارتنا ، ولكننا لسنا ف حل من ا › شارة إ › "الشذوذ" عن القاعدة ، أي تلـك الجمل التي اسـتخدمت فيها الصيغ المألوفة للدللة عـل الما . › فمث › ف الحكاية رقم 11 ( ص ( 27-26 يجري فيها النص بصيغة المضارع " ) نقف ف فناء المدرسة" إلخ ،( ولكن الجملـة الخيرة فيها بخ › ف سـائر الجمل ، ترد بالصيغة المألوفـة للدللة عل الما " ) › ولم أنعم بفرحة السـقوط إل ساعات . ( " إن هذه الحالت "الشـاذة" قليلة بحيث يمكن إغفالها ، ولكن ثمة حكايتين ف الكتاب اسـتخدمت فيهما صيغـة الما › من أولهما إ › آخرهما ، ولذا فهما تستحقان التحليل والتفسير . الحكايـة الو › هي الحكايـة رقم 44 ( ص ( 97-94 وتبدأ بالكلمـات التية : "هذه الحكاية
|
مجمع اللغة العربية
|
|