|
|
صفحة: 48
. ( 1957 وكذلك بعض قصص الكاتب السوري زكريا تامر ف مجموعة الرعد ( صدرت عام ( 1970 مثل قصة "السجن . " هـذه المحاولت لسـتخدام المضارعة ف ال › د القص › قليلة ، ولـم نعثر بعد عل رواية ، أو حتى قصة قصيرة ، تستخدم المضارعة باستمرار وانتظام . وثمة نجد اسـتخداما خاصا لصيغة المضارع ف النصـوص الم › حية المكتوبة أو المطبوعة . ففي النص الذي يصف المشـهد الم › حي مث ،› نجد عادة جم › مثل "يدخل ف › ن من الباب الجانبـي ، يتجـه إ › المقعد ، يجلس ... إلخ" ولكن هذا النوع من السـتخدام لصيغة المضارع يختلف تماما عما وجدناه ف حكايات حارتنا . فوصف المشهد والحركات الم › حية ل يفيد الزمن الما › هنا ، وإذا حاولنا ترجمة هذه المثلة إ › صيغة الما › فسـنجد ذلك مسـتحي › ولكننـا إذا أ › رنا عل ترجمته فسـنصل إ › "المفروض أن يدخل فـ › ن" أو "كل مرة تمثل فيها الم › حية يدخل ف › ( 12 ) . "ن 6 فصيغة المضارع ف حكايات حارتنا هي من حيث الكمية والنوعية ظاهرة جديدة ف أسلوب القصة العربية ، وهي بهذا المفهوم تسـتحق اللتفات والتنويه ، بل ربما سـتكون فاتحة عهد جديد ف أسـلوب القصة والسيرة الذاتية ف الدب العربي . والواقع أن استخدام هذه الصيغة وما ينتج عنها من تغيير مبنوي ف الجمل وال › اكيب الزمنية هو أمر جدير بالبحث المفصل ، ولكننـا نكتفي هنا با › شـارة إ › وظيفته الفنية ، تاركين البحـث اللغوي بمعناه المتخصص لغيرنا من الباحثين . وهنـا ننتقل إ › السـؤال : ما هي الدللة الفنيـة لهذه الظاهرة السـلوبية الجديدة؟ وما هو تأثيرها العام عل النص الدبي الذي نتناوله هنا بالبحث؟ لقـد رأينا سـابقا أن الراوي ف حكايات حارتنـا يروي لنا عن طفولتـه محاول المزج بين جـو الما › وفلسـفة الحـا . › ومن هـذا المنطلق يمكننا القـول بأن وظيفـة المضارعة ف الكتاب هي خلق الت › حم التام بين الما › والحا ،› بين مشـاهد الطفولة ومفاهيم ا › نسان البالغ ، فالما › ف الكتاب ليس بمثابة ذكرى بل هو واقع م › زم للراوي مسـيطر عل حياته
|
مجمع اللغة العربية
|
|