|
|
صفحة: 47
يسير › خف من الغبار ينام › برميل ( 10 ) ولكـن اسـتخدام صيغة المضارع للدللة عل أحداث جـرت ف الما › هو أمر غير مألوف ف اللغة العربية النثرية ل ف الفصحى ول ف العامية ، واستخدامها بكثرة ف حكايات حارتنا له مدلوله الفني ب › شك . ولكن قبل أن نحاول استج › ء هذا المدلول ، يجدر بنا ا › شارة إ › أن أسـلوب القصة الذي تستخدم فيه صيغة الفعل الدالة عل الحا ،› موجود ومتبع ف بعض اللغـات الخرى ، وخاصة ف اللغات الوروبية . بـل إن هناك مصطلحا خاصا يطلق عل هذا النوع من السـلوب اللغوي وهو "الحا › التاريخـي" ،( historical present ) والحا › التاريخي يوجد أحيانا ف هذه اللغات ف لغة الك › م ، ويسـتخدمه بعض كتاب القصة اليوم كوسيلة جاهزة انتفت منها ، ف أغلب الحيان ، الدللة الخاصة . أما ف اللغة العربية فالحا › التاريخي ل يستعمل إل ف ما ندر سواء ف الفصحى أو ف اللهجات المحلية المعروفة . أجل ، إن بعض الدباء العرب أخذوا ف الونة الخيرة يستخدمون بشكل محدود هام ،› بعض الجمل التي ترد فيها صيغة المضارع حيث كنا نتوقع الما . › والفقرة التالية ، التي ننقلها عن قصة مساء الخير يا جدعان ل › ديب الم › ي بدر نشأت ، هي مثل لهذا الستعمال : وبعـد ف › ة وجيزة أخذ يخت › الجوزة بعد أن م › ها بالماء ويجذب منها أنفاسا متعاقبة .. ويسأل الرفاق عن الصنف ويلحون ، وبعد أن يطمـ › توفيـق إ › أنه قد أثـار لهفة الرفاق ، يمـد يده › بطء ويخرج اللفافة المفضفضة العجيبة ( 11 ) هذه الفقرة ( التي أوردناها بأكملها ) تبدأ بالفعل الما › الستمراري المركب " ) أخذ يخت ( " › ثم تنتقل إ › استعمال الفعل المضارع " ) ويسأل الرفاق . ( " وجمل القصة التي أخذنا منها هذا النـص ت › اوح بين صيغ المـا › والمضارع ، إل أن المضارع يغلب فيها عل الجمل والفقرات ال › حركية ، أما ف الجمل التي تدل عل حركة أو مداولة فيغلب عليها الفعل الما . › والمر نفسـه ( ال › اوح بين الما › والمضارع ) ينطبق عل بعض قصص إدريس ، مثل قصة " بيت من لحم" التي تتضمنها المجموعة التي تحمل اسـمها ( صدرت عام ،( 1971 وبعض مقاطـع القصة الطويلة "قاع المدينة" التي تتضمنهـا مجموعة أليس كذلك؟ ( صدرت عام ( 10 ) أدونيس ( ع › أحمد سعيد ،( ا › ثار الكاملة ، الجزء الول ، بيروت ، 1971 ، ص . 393 ( 11 ) بدر نشأت ، مساء الخير يا جدعان ، القاهرة ، ، 1956 ص . 11
|
مجمع اللغة العربية
|
|