حكايات حارتنا: المضارعة في لغة القصة

صفحة: 45

5 ولكن الظاهرة اللغوية التي تضفي عل حكايات حارتنا أسـلوبها الخاص تكمن ف مجال آخر . فالم › حظ أن أغلب جمل الكتاب وضعت بصيغة المضارع ، وكأن "الحكايات" تروي لنا عمـا يجري ف الحا › ل عما جرى ف الما ،› لننظـر مث › إ › الجمل الو › التي تفتتح بها الحكاية الو : › يروق › اللعب › الساحة بين القبو والتكية . ومثل جميع ا › طفال أرنـو إ › أشـجار التـوت بحديقة التكيـة . وأوراقهـا الخ › هي ينابيع الخ › ة الوحيدة › حارتنا . ( ص ( 3 فهذه الجمل ، وإن كانت تحكي لنا عن طفولة الراوي التي مضت وولت ، فهي لم تسـتخدم صيغـة الفعل الما ،› كما كنا نتوقع ، أو صيغة المضارع المسـبوق بـ "كان . " والواقع أن غلبة الفعل المضارع تكاد تكون مطلقة ف حكايات حارتنا ، ول يشـذ عنها إل القليل ( كما سنرى فيما بعد . ( وللتدليل عل هذه الغلبة التامة ننقل هنا حكاية تامة من أولها إ › آخرها ( الحكاية رقم : ( 23 ذات صبـاح تدهمني اليقظة بعنف . أسـتيقظ مجذوبا من عالم الغيب بقبضة مبهمة . يلفني تيار من الطنين . أنصت فيقف شعر رأ › مـن ترقب ال . › أصوات بكاء تتسـلل إ › من الصالة . تعزز أفكار السوء أسنانها › لحمي ، ويتخايل لعيني شبح الموت ... أثب من الفراش مندفعا نحو الباب المغلق . أتردد لحظة ثم أفتحه بشدة › واجه المجهول . أرى أبي جالسا ، أمي مستندة إ › الكونصول ، الخادمة واقفة عند الباب ، الجميع يبكون ... وتراني أمي فتقبل ع › وهي تقول : - أفزعناك › ... تنزعج يا بني ... أتساءل بريق جاف : ( 9 ) عل سبيل المقارنة نورد هنا جملة من كتاب أحزان مدينة ل › ديب الم › ي محمود دياب ، القاهرة ، ، 1971 وهو كتاب يخلط بين الرواية والسيرة الذاتية : "كان يـروق › أحيانـا ، ف تلـك اللحظات التي ل يحكمها عق ،› أن ألف شـعر كريمـة" ( ص ،( 126 قارن هذه الجملة مع الجملة الو › لكتاب حكايات حارتنا : "يروق › اللعب إلخ . " ...

السابق:  |  التالي