حكايات حارتنا: المضارعة في لغة القصة

صفحة: 41

متفكرا ، يتسـاءل عن معنى هذه المصائب – هل من مفر منها؟ هل من أمل؟ إنه يجد نفسـه حيال سلسـلة من اللغاز التي ل حل لهـا . وف واحدة من هذه الوقفات ( الحكاية رقم ،( 68 بعـد أن يروي لنا قصة انتحار أحـد أبناء الحارة المغلوبين عل أمرهـم ، عبدون ا › له ، يعلق الراوي قائ : › - وأقول لنف › كلما تذكرت م › ع عبدون ا › له : - أن أعرف لماذا أحيا أسهل من أعرف لماذا عبدون انتحر . ( ص ( 163 من هنا نستخلص أن تعلقه بشخصية شيخ التكية الك › وبهيبته ا › لهية هو بالنسبة للراوي بمثابة التشبث بالقشة خوفا من الغرق ف بحر اليأس الطامي . بـل إن موقفه يذكرنا بموقف الراوي ف قصة "زعب › وي" الذي › ع ف البحث عن الشـيخ ا › لهي زعب › وي بعد أن "صادفتني أدواء كثيرة ... حتى أصابني الداء الذي ل دواء له ، وسدت ف وجهي السـبل وطوقني اليأس فخطر ببا › ما سـمعته عل عهد طفولتي ، وتساءلت لم ل أبحث عن الشـيخ زعب › وي . " ولكن يمكننا القول بأنه بينما يجري الراوي ف "زعب › وي" وراء الشيخ المقدس ، بحثا عن الخ › ص من ضائقته أو مأساته الذاتية ، فإن الراوي ف كتاب حكايات حارتنا يحاول الكشـف عن حقيقة الشيخ الك › لسباب ليست ذاتية بال › ورة . أجل ، إنه ل يخ › نا بأسـباب تعلقه بالشـيخ الك ،› وقد يخيل لنا أنه ف بحثه عنه إنما يبحث عن طفولته المفقودة ، ولكن السـياق العام لحداث حكايات حارتنا المأساوية يجعلنا نميل إ › العتقـاد بأن ف بحثه هـذا محاولة › يجاد مخرج من المصائب التي يعاني منها سـكان الحارة جميعا ، بل سكان عالم نجيب محفوظ بشكل عام . 3 نحـن إذن حيال مجموعة من الحكايات والشـخوص ل يربطها ف أغلـب الحوال إل تواجد الـراوي الدائم . فهل نسـتطيع النظر إ › كتاب حكايات حارتنا باعتباره نوعا من السـيرة الذاتيـة؟ الواقـع أن الفصـول الو › تقـ › ب بعض ال › ء مـن هذا الفن الدبـي ، وحكايات الطفولـة هذه قد تشـير إ › بدايات مقصـودة أو غير مقصودة ل › د ذكريـات الطفولة كما عرفهـا المؤلف . لكن المر يتغير بعد الحكاية رقم ، 28 حينما تحتل الحارة وسـكانها مركز الصورة ، وي › اجع الراوي الطفل أو الصبي إ › هوامشها . بل إن الراوي ف حكايات عديدة لم ( 7 ) نجيب محفوظ ، دنيا الله ، القاهرة ، : 1962 ص . 158

السابق:  |  التالي