|
|
صفحة: 39
القاسـية ، لكن ف ثنايا الكتاب أيضا حوادث مأسـاوية كثيرة وهامة مصدرها قوى الطبيعة الغاشمة أو القدار التي ل يد فيها ل › نسان . ترتكـز فصول الكتاب الو › وخاصة الحكايات ، 28-1 حول طفولة الراوي وعائلته والبيئة القريبـة منها . وتروي لنا هذه الفصول كيف أخذ الطفـل الذي ولد ف الحارة يعي ما يدور حوله ، ويكتشـف نفسه وبيئته ، وكيف أخذ يفكر ف أ › ار الحياة وألغازها أيضا . والحكاية الو › تمثل هذا التجاه خير تمثيل : فالطفل يلعب بمقربة من التكية ( وهي مقر الدراويش ) بمحاذاة الحارة ، فتأ › ه الغاني الفارسية التي يسمعها ع › سور التكية ، ثم يقابل ، أو هكذا يخيل إليه ، شـيخ التكية الك › مصادفة ، وهو "شـيخ طاعن ف الك ،› مديد ف الطول ، وجهه بحيرة من نور مشـع ... وفخامته فوق كل تصور وخيال ومن شدة حملقتي فيه أثمل بنوره فيمـ › منظره الكون" ( ص . ( 4 إن هـذه الصفات تذكرنا بج › ء بشـخصية الجب › وي ، رب البيـت الكبير ف رواية أو › د حارتنـا ( وهو ف تلك الرواية ربما يمثل الخالق أو رب الكون . ( ويكون لهذا اللقاء بين الراوي – الطفل وشـيخ التكية العجيب أثر شـديد ف نفس الراوي ، مما يثير فيه التساؤلت والشوق إ › معاودة رؤية الشيخ للتأكد من كونه حقيقة ل خيال : وأتذكر الحادثة › زمن متأخر ، أتسـاءل عن حقيقتها ، هل رأيت الشـيخ حقا أو ادعيت ذلك استوهابا ل › همية ثم صدقت نف ؟ › هـل توهمت ما › وجود له مـن أثر النوم ولكثرة ما يقال › بيتنا عـن الشـيخ الكبير؟ هكـذا أفكـر ، وإ › فلماذا لم يظهر الشـيخ مـرة أخرى؟ ولمـاذا يجمع الناس ع › أنه › يغـادر خلوته؟ هكذا خلقت أسطورة وهكذا بددتها . غير أن الرؤية المزعومة للشيخ قد اسـتقرت › أعماق نف › كذكرى مفعمة بالعذوبة . كما أنني ما زلت مولعا بالتوت . ( ص ( 5 ويختفي شيخ التكية الك ،› ولكن ذكراه تعود لتطفو ف الفصل الخير من الكتاب ( الحكاية رقم . ( 78 إن حوادث ذلك الفصل تجري بعد سـنين ، وبعد أن أصبح الراوي ، عل ما يظهر ، شابا يافعا ، فهو يطلب من أحد أصدقاء أبيه أن يساعده ف محاولته رؤية شيخ التكية الك ،› ولكن هذا الصديق ، وهو محام متقاعد ، يجيبه بأن المر ل يعدو مجرد خيال ، ويضيف قائ : › " يوجـد العقل ... قـال › ( العقل ) إننا نرى التكية والدراويش ول نرى الشـيخ الك " › ( ص . ( 188 وعندما ي › الراوي ويتسـاءل عما إذا كانت هناك وسـيلة للتثبت من وجود الشيخ
|
مجمع اللغة العربية
|
|