|
|
صفحة: 36
التكنولوجيا والمواص › ت الحديثة . ولن نستطيع أن نورد هنا من المثلة إل غيضا من فيض : - فانكتم حديثها الباطني تحت مظهر من الر › وا › دب ، كما تنكتم ا › مواج الصوتية › جهاز ا › ستقبال بالمذياع بإغ › ق مفتاحه . ( 1 / 360 ) - كمثل السـيارة التي تتوقف محركاتها عن الدفـع فيخرس أزيزها ولكنها تسير بقوة القصور الذاتي › سكون شامل . ( 2 / 107 ) - خفق قلبه خفقة عنيفة كسقطة طيارة منطلقة › فراغ هوائي . ( 2 / 285 ) وهذه التشبيهات "التكنولوجية" بالذات تشكل دلي › ليس بعده من دليل عل انعتاق الديب من التشـبيهات القديمة الموروثة ، المسـتقاة ف معظمها من عالم الصحراء والبداوة والظعن والمبثوثـة ف الكتب القديمة الصفراء ، وانضمامه إ › رعيل الدباء المعا › ين بمعنى الكلمة ، الذين يعيشون النصف الثاني من هذا القرن قلبا وقالبا . إن هـذه المثلة تتخلـل ف الواقع الجزء الول ، بين الق › ين أيضـا ، ( وقد أوردنا عددا غير قليل من المثلة من هذا الجزء ) ولكنها تزداد عددا وشأنا كلما تقدمنا ف قراءة الث › ثية ، حتى تغدو بمثابة نمط أسلوبي ف مؤلفاته فيما بعد الث › ثية . نخلـص إ › القول بـأن الث › ثية تمثـل انعطافا أسـلوبيا تاما ومرحلة انتقـال واضحة بين طوريـن أساسـين ف أدب هذا الكاتب المـ › ي العظيم ، والدليل الخر عـل ذلك هو أن هذا الديـب الكبير ل يرتاح أبدا بمـا أنجز ول يعروه فتور ، وإنما يواصل دائما طريق الكشـف والتجربة والتطور .
|
مجمع اللغة العربية
|
|