|
|
صفحة: 33
ملعون أبو البارد الذي › يستحي ( 2 / 315 ) أنا عارفة وفاهمة ( 3 / 213 ) وي › حـظ ف جميـع هذه المثلة ، رغم الشـعور بقربها التام من العاميـة ، أن المؤلف يحتفظ بعنـا › واضحـة من الفصحى : نحـن ( بدل "إحنا ( " الـذي ( بدل "ال ( " › وهكـذا . أما جل النطباع بالق › اب من العامية فيتأتى عن طريق ترتيب اللفاظ ف الجملة ، ففي المثال الخير ( أنا عارفة وفاهمة ) تنتمي جميع الصيغ اللغوية واللفاظ إ › الفصحى ، ولكننا ف الفصحى " الرسمية" كنا نتوقع استخدام الفعل بدل من اسم الفاعل ( كأن يقول : إنني لعرف وأفهم . ( 5 من الواضح أن ال › اوح بين العامية والفصحى هو أحد الوسائل التي يستغلها الديب العربي المعـا › لخدمة أغراضه الفنية . إن ف ا › لمـاح غير المبا › إ › دللت مختلفة للكلمة ذاتها ف الفصحى والعامية ، ما يغني اللغة ويعمق المعاني وظ › ل المعاني فيها ، كما يسـتغل الديب هـذا ال › اوح أحيانا بقصد إبراز المفاهيم الحياتية والخلفية الجتماعية الثقافية وا › نسـانية للشخصيات المختلفة . وف إنتاج محفوظ المبكر لم تسـتغل كل هذه ا › مكانيات إل قلي ،› أما ف إنتاجه المتأخر فقد غـدا ذلك ركنا من أركانه الساسـية ( كما نرى ف أو › د حارتنـا واللص والك › ب وف باقي إنتاجه ف الستينات والسبعينات . ( ف الث › ثية يمكننا أن نضع أيدينا عل النماذج الو › لسـتغ › ل هذا ال › اوح اللغوي ، وأكتفي هنا بإيراد مثال واحد عظيم الدللة من الفصل الرابع ف الجزء الثاني ، ق › الشوق . ف هذا الفصل ( وهو يمثل ف رأينا أحد الفصول الممتازة ف الرواية ) يستدعي السيد ولده كمال الذي تخرج لتوه من المدرسـة الثانوية ، ويسـأله عما ينوي عمله ف المستقبل ، فيفاجىء كمال أباه م › حا بأنه ينوي اللتحاق بمدرسة المعلمين . وعندما يسأل الرجل ولده مستنكرا عن سبب هذا الختيار الغريب يجيبه كمال بأنه اختار مدرسـة المعلمين لنها "السبيل المتاح إ › ثقافة الفكر ، " وهنا ينقلنا المؤلف إ › ما يدور ف ذهن السيد أحمد : ( 2 / 60-61 ) الفكـر؟ .. ! الفكـر؟ ورده مقطع أغنية الحامو › » الفكر تاه اسـعفيني دموع العين » الذي طالما أحبه ، واسـتعاده فيما م › من زمانه أهو هذا الفكر الذي يسعى وراءه ابنه؟ سأله بدهشة :
|
مجمع اللغة العربية
|
|