ثلاثية نجيب محفوظ: المنعطف الاسلوبي

صفحة: 29

ذلك ل يخرج عادة عل قواعد ال › ف والنحو الساسية . ( انظر الفصل الرابع من هذا المقال . ( . 2 ف لغة ال › د ذاتها تتضاءل تدريجيا الوصاف التقليدية ذات الموسيقى الك › سيكية ( كتلك التي نجدها ف لغة أدباء كالمنفلوطي وطه حسـين ومحفوظ نفسه ف بداية طريق كما أسلفنا . ( فبدل من هذا السلوب يستخدم أسلوبا أكثر بساطة ، ذا سمات شـخصية أكثـر وضوحا ، وخصوصا ف مجال السـتعارة ، كمـا أن فيه انتقال من الجمـل الطويلة المركبة إ › جمل قصيرة مسـتقلة . ول يطرأ هـذا التحول فجأة ف لحظة معينة إنما هي عملية مستمرة تبلغ نقطة انعطافها الحاد ف الث › ثية بالذات عل ما يبدو . ( انظر الفصل السادس من هذا المقال . ( . 3 إن اللغـة التـي كانت ف بداية المر مسـطحة عل الغلـب ، أي ذات دللة تقريرية مبا › ة ، تتحول تدريجيا إ › لغة غنية بدللتها ، فاللفاظ ف الف › ة المتأخرة تحمل ظـ › ل المعاني وتصور واقعا أكثـر تعقيدا وأقل وضوحا ، وذلك وفقا للطابع العام للقصص الذي أصبح أكثر رمزية وأقل تبسيطا . ولكنـه لزام علينا ، قبـل الدخول ف التفصيـ › ت ، التأكيد عل أننا حين نشـير إ › التحول أو التجديـد خـ › ل كتابة الث › ثية ، فليـس معنى ذلك أن العنا › القديمة قـد اختفت تماما ف المرحلة الجديدة ، وإنما تضاءل وزنها ف حين غدا العن › الجديد أكثر بروزا وأهمية . 3 تشكل الث › ثية مخت › ا ممتازا لدراسة التطور السلوبي الذي ذكرناه ف الفصل السابق . ففي الجزء الول منها ، بين الق › ين ، ما زالت توجد سـمات أسـلوبية معينة قريبة من سـمات المرحلة الو › ف تطور الكاتب ، أما ف الجزئين الثاني والثالث ( ق › الشـوق ، السـكرية ) فهناك ميل إ › الق › اب من اللغة التي سـتميز مؤلفات محفوظ ف السـتينات والسـبعينات ، وقد أ › نا إ › أن نقطة التحول أو النعطاف تتمثل ف مكان ما من الث › ثية نفسها . لنبـدأ بمثالين فيهما ما يوضح بشـكل عام هذا التطـور ، وخصوصا التطور ف مبنى الجمل واطراد النص . إنهما قطعتان متشـابهتان إ › حد كبير من حيث الموصوف فيهما ، ولكنهما

السابق:  |  التالي