|
|
صفحة: 201
جميع هذه القتباسـات أعـ › ه ، إن دلت عل › ء ، إنما تدل عل مـدى التأثير الحضاري الغربي بشكل عام ، والفرن › عل وجه التحديد . وما رحيل أدونيس إ › فرنسا واستقراره فيها ، إل دليل آخر عـل التعلق وا › عجاب بالفكـر الفرن › الذي يمنح حرية التفكـير ، وحرية التعبير وحرية البداع . إن تجربـة محمـود أمين العالم النقدية والغنية والمتنوعة والعميقـة تقودنا إ › التمعن عميقا ف تكوينه الثقاف ، وف السـياق الذي تشـكل فيه : مفكرا ، وناقدا ، وسياسـيا . ومن ثم الوقوف عند ظـروف إنتاجه النقدي و › وط تلقيه ف عالم يبـ › كل يوم بمعرفة جديدة ، وتصبح الثقافات فيه أكثر تداخ › ويتسـم بالتحـولت الثقافية والنقدية . يواجه العالـم منهجه النقدي ويتجاوز ذاتـه ، وينتقـل من نقد المضمون إ › نقد الشـكل دون أن يضحي بأسـس الع › قة بين الشـكل والمضمـون ، بل يع › ف أن الشـكل هو وعي اجتماعـي وإدراك جما › للواقـع . ويهتم العالم ف ممارسته النقدية بالتحليل العلمي ل › دب وبالدراسة الموضوعية للعنا › المكونة للنص الذي ل يمكن أن يكون مغلقا ومكتفيا بذاته البنيوية؛ فالنص بنية يقع ويتعالق مع بنى أخرى أوسـع . وما تجدر ا › شـارة إليـه ، أن محمود أمين العالم لـم يلغ الدللة الجتماعية ل › دب عل حسـاب القيمة الفنية له ، كما لم ينظر إ › القيمة الفنية له بمعزل عن رسـالته ا › نسـانية . ولعل الع › قة بين الشـكل والمضمـون من أهم القضايا النقدية الدبية والفكرية التـي عني بها العالم ، فهو ل يفصل بينهما ، ويعطي الولوية للمضمون من حيث السبق . عـل كل حـال ، العالم وزميله عبد العظيم أنيس لم يقفـا ف نقدهما عند حدود الوحدة الداخلية للخطـاب الدبي ، إنما تجـاوزا ذلك ف أمور أخرى أهمها : أن يكون الموضوع والصياغة عمليتين متفاعلتـين حيتين ، يع › المضمون فيها عن موقف اجتماعـي . تجاوز النقد الفني البحت ، وعدم الوقـوف عنـد النقد الجتماعي البحت ، بل عل الناقد أن يحاول الكشـف عـن ال › ابط الطبيعي والتداخـل بينهمـا . وبكلمات أخرى ، تحديد طبيعة البنية الحية وكشـف عن العنا › المكونة لها ، وعدم الفصل بين البنية والمضمون الجتماعي . وما يميز العالم كناقد أدبي ، أنه ل يسجن نفسه خلف قضبان قناعات ثابتة وعقائد يضفى عليها طابع القدسية ، إنما يرى ف الفكر والنقد بنية حية تلتحم التحاما عضويا بالحياة والواقع . ولهذا كان العالم دائم الحضور ف الفكر والنقد وكل ما يدور حولهما من حوارات ومؤتمرات وندوات . كان من أبرز ممث › الفلسـفة الماركسـية من العرب ، وأكثرهم إ › ارا عل الحوار والخصوصية ، ولم يكف عن التأكيد أنه ضد النغ › ق بحجة الخصوصية . وعليه رفض العالم بشـدة التسـليم للقيم السـائدة بحجة المحافظة عل الوحدة ، لكنه بقي عل التزامه . اللتزام كما مارسـه وفهمه . 39 العالم وأنيس ، ، 1955 ص . 51
|
مجمع اللغة العربية
|
|