|
|
صفحة: 195
عـن كثـير من النقاد ، ولعل ذلك يعود إ › تكوين أدونيس كمحا › جامعي يتنقل من محا › ة إ › أخـرى ومـن جامعة إ › جامعة ، وربما يعود ذلك إ › تكوينه الذاتي وشـغفه المطلق بالبحث وتمكنه من أن يسـتخدم لغة ناقدة واعية كانت انعكاسـا لثقافته التي اكتسـبها ع › محطات مهمة ف حياته؛ فقد عاش أدونيس طفولته ف بيئة أدبية خصبة كان القرآن الكريم أهم أركانها وأبرز معالمها . وتلقى مبادئ دراسـته الو › عل يد والده المـزارع ذي الثقافة الصوفية العالية ، وهو شـيخ علوي ينظم الشـعر ف موضوعات دينيـة وصوفية . حفظ أدونيس القرآن وقسـطا كبيرا من أشـعار المتنبي ، وال › يف الر ،› وأبي الع › ء المعري ، وأبي تمام ، وغيرهم ، فض › عن نهج الب › غة وأشعار المتصوفين العلويين . هكذا تآلف قلبه وفكره مع اللغة القرآنية ومع الشعر العربي القديم من جهة ، ومع فلسـفات الرواة مـن المتصوفين مثل الح › ج وابن عربي من جهة ثانية . وف هذه المرحلة بالذات ، صار اهتمام أدونيس جليا واضحا ف الفكر الصوف ، وكشـفه للتجربة الصوفيـة والعتناء بجوانبها الجمالية والمعرفية . وقد كان مسـعى أدونيس من تمجيد التجربة الصوفية هو تحريرها من الكبت القديم والجديد . ويقول أدونيس ف كتابه ها أنت أيها الوقت ( 1993 ) مشـيرا إ › هذا المـوروث الثقاف والفكري الذي اكتسـبه ف طفولته : "الشـعر العربي القديـم أعرفـه ، وبه انجبلت طفولتـي الو › ف القرية ، وذلك بتوجيه أبي وسـهره عل تربيتي . كانت الحياة شعره الول والساس ، أما شعره بالكلمات فكان عنده هامشيا . غير أنه كان قارئا محبا للشعر ، وبصيرا ف اللغة العربية وأ › ارها . عل يده قرأت ، بشكل خاص ، المتنبي وأبا تمام ، وال › يف الر › والبح › ي والمعري . إ › ذلك علمني القرآن وتجويده . " وترى هذه الدراسة أن هـذا الع › اف ال › يح ، الذي يقر به أدونيس يكفينا لنؤكـد حقيقة تأثره ف المرحلة المبكرة من طفولته ، بثقافة والده التي أكسبته الموروثين : الديني والدبي بدرجة متساوية . ولعل أهم القواسـم المشـ › كة التي يتقاطع بها محمود أمين العالم مع أدونيس ، وكان لها بالغ الثـر عل حياتهمـا الدبية النقدية ، هي مرحلة النتماءات الحزبية والتحديات السياسـية؛ فمن المعروف أن محمود أمين العالم كان يتفلسـف عل الطريقة الماركسية منتسبا للحزب الشيوعي المـ › ي ، ومن ثم فهو يؤمن بأن الفلسـفة الماركسـية ، مصوغة ف أيديولوجيـا طبقية منحازة للطبقـة العاملـة ، هـي اليديولوجيا التي تتطابق مـع الوعي الحقيقي وتعـ › عن أك › › يحة اجتماعيـة ، ممـا يؤهلها ف منظوره لن تكـون اليديولوجيا القدر كأداة تصلح ل › سـتخدام ف التحليل السيا › والقتصادي والجتماعي لحياة المجتمع وتطوره . ويشير الناقد تيري إيجلتون . 10 انظر : أدونيس ، ،( 1 ) 1993 ص ؛ 11 بلقاسم ، ، 2000 ص ؛ 99 حوراني ، ، 1998 ص ؛ 169 بواردي ، ، 2005 ص . 45 . 11 أدونيس ، ،( 2 ) 1993 ص . 27-26
|
مجمع اللغة العربية
|
|