|
|
صفحة: 131
ولكـن المر ليس عل ما ذكرنا ، فأشـكال كتابة كلمة "كتاب" المنونة هي : كتـاب ، كتابا ، كتاب ، وهـذا معناه أننا جعلنا لنفس الصوت ( صوت نون التنوين ) ث › ث ع › مات مختلفة : ضمة ثانية ، أو فتحة ثانية ، أو ك › ة ثانية . تعدد الع › مات للصوت الواحد يستدعي التمييز بين هذه الع › مات اصط › حيا ، وهذا ليس جديدا ف اللغة العربية ، فهناك ظواهر أخرى لها نفس الخاصية ، كالتاء المفتوحة ( أو المبسوطة ،( والتاء المربوطـة ، وهنا أيضـا احتجنا إ › تسـميتين للتمييز بين ع › متين مختلفتـين لصوت واحد ، ف › فرق بين لفظ التاء ف كلمة "مدرسة ، " ولفظها ف كلمة "بنت ، " ومع ذلك احتجنا إ › مصطلحين للتمييز بين شك › الكتابة . مثل هذا يمكن أن يقال ف تسـمية اللف ف الكلمتين "دنا" و "بنى ، " فالو › ألف قائمة والثانية يائيـة أو عل صورة الياء ، والصوت هنا ، كما نلفظه اليوم ، واحد ، ولكن شـكل الكتابة مختلف ، والمصطلحان هما للتمييز بين شك › الكتابة وليس بين لفظين مختلفين . حتى تغير كتابة الحروف حسـب موضعها ف الكلمة ، أطلقت عليه تسـميات تمييزية نع › بها عن اخت › ف طريقة كتابتها ، ل طريقة لفظها ، وهذه التسـميات هي : ف بداية الكلمة ، ف وسـط الكلمة ، ف نهاية الكلمة ، ولو اخ › ع مسـتخدمو اللغة عل مر الجيال لهذه الشكال مصطلحات خاصـة لما كان المر غريبا ، ولعتدناها ، ولكن اكتفـي هنا بالعبارات الدالة عل موقع الحرف ف الكلمة ، والذي استدعاه هو الحاجة إليه للتمييز بين طرق الكتابة ل بين الصوات . إذا عدنا للتنوين فإننا نرسـمه ضمة أو فتحة أو ك › ة كما بينا ، بمقت › الحركة التي تسـبقه . ولو اكتفينا بالمصطلح "تنوين" لما استطعنا أن نخاطب متعلم اللغة الذي يجهل الظاهرة بك › م دال عل طريقة الكتابة ، وما المصطلحات العلمية إل واسـطة للفهم وا › فهام ف مختلف العلوم ، تتميـز با › يجـاز وتعميم الدللة ، فتفهم باللفظة الواحدة ما يحتـاج إ › قليل أو كثير من ال › ح والتفسير . ل شك أن مستخدميه الوائل وجدوا ف هذه المصطلحات سهولة واختصارا ونجاعة ، لنها تربط المصطلح بشـكل الكتابـة ، ومتعلم اللغة يتعرف الحركات قبل تعلمـه التنوين ، وربط مصطلح التنوين بالمصطلحات الدالة عل الحركات هو ما يكسبه هذه السهولة وهذه النجاعة ، ولول ذلك لما انت › هذا النتشار الواسع ف المؤسسات التعليمية ف مختلف القطار .
|
مجمع اللغة العربية
|
|