|
|
صفحة: 84
توظف الرواية موضوعة الجنس لتعرية حقيقة ا › نسان المتس › خلف الدين تارة ، أو لتشير تارة أخـرى إ › ظاهرة اللواط والشـذوذ الجنـ › لدى الرجال ، وف حالت كثـيرة تكثف من حضور الجنـس؛ لتظهر حق المرأة ف الحـب والتواصل الجن › مع من تحب ، كما هو حق للرجل ، بذلك تخ › ق الفاروق كل المحظورات الجتماعية والدبية المرفوعة ف وجه المرأة . تتميز الرواية بظاهرة التعددية التي تنسـحب عل المضامـين والليات ، فهي تعالج موضوعات محظورة عديدة ، وتوظف آليات كثيرة ومختلفة ، فتجمع بين اللغة الرومانسـية والجنسـية ، ثم تتحـول إ › اللغة التقريرية ، فاللغة المحكية باللهجة اللبنانيـة . وتح › هذه التعددية ف عملية ال › د التي تسـيطر عليها البطلة ، لكن يشـاركها ف هذه المهمة شـخصيات أخرى عديدة ، كما تتعدد آليات ال › د ، فمن › د تقريري مبا ،› إ › › د اسـتطرادي أو اسـ › جاعي ، يخفف من رتابتـه بعض المقاطـع الحوارية باللغة المحكية ، وبذلك تسـبي الرواية القـارئ ف › يتمكن من تركها حتى يأتي عل نهايتها . لعل أكثر ما يثير النتباه ف الرواية هو التعقيد الذي يلحظه القارئ ف مبناها ، سواء كان ذلك ف بناء الشـخصية الرئيسـية ، أو ف بناء الحداث . تش › ك عنا › كثيرة ومتباينة ، ف بناء شخصية البطلـة ، أمـا الحداث فتعكس قدرة واضحـة عل التخييل ، إذ تقولب الكاتبـة أحداث الرواية ف عدة مشـاهد بانورامية ماراثونية ، فما أن ت › ع ف وصف مشهد ما ، بصورة › يعة ومقتضبة ، حتى تقفز لخر ، ثم تجوز لمشـهد ثالث ، وقد تعود أحيانا لسـتيفاء مشـهد سـابق ، وهي ف كل ذلك تتمتع بنظرة ثاقبة ، وحس مرهف ، ورأي ناقد ولذع ، لما تصوره من سلوكيات سلبية بجرأة بالغـة ، المر الذي يدعو القارئ إ › اليقظة الدائمـة حتى يتمكن من لملمة خيوط حبكة الرواية ، ومحاولة فهمها . إن هذه الموضوعات المطروحة ف الرواية ، والليات الموظفة فيها ، تأتي لتؤكد نزعة الدب النسوي العربـي الحديث ، إ › الثـورة عل كل العراف الدبيـة والجتماعية ، وتقويـض النظرية الدبية الذكورية ، والعمل عل تأسيس أعراف أدبية جديدة خاصة بالمرأة ، تنصب المرأة ف مركز النص ، وتعـزز من مكانتها ، لتصبح هي المبدعة ، الراوية ، والشـخصية المركزيـة التي تحرك الحداث ، وتتحكم ف مسـارها ، بذلك تهيمن المـرأة عل عالم النص المتخيل ، أمـ › ف تحقيق هيمنتها عل العالم الواقعي .
|
مجمع اللغة العربية
|
|