|
|
صفحة: 80
تنتزعهـا الكاتبة من واقـع الحياة ، ومن نماذج هذه اللغة ، وصف وصـول البطلة إ › بيروت ، إذ تقول : "وصلت بيروت قبل نوا بيومين . اسـتأجرت شقة مفروشـة ف شارع المقد ،› وانتظرته لكنـي لم أهـدأ ، أردت أن أعرف المتغيرات ! كما اللبنانيون الذيـن يأتون من المهجر ، قمت بدورة عل من أعت › هم أصدقاء أو أه . " › وف حالت كثيرة تثير الكاتبة دهشـة القارئ وهي توظف لغة محكية بلهجة لبنانية › فة ، خاصة وهي تنقل بدقة ك › م إحدى الشخصيات كقول والدها : " ليـش ما شـحل عبود الزيتونات بعـد . " أو ف الحوارات التي تعقدها بين الشـخصيات ، كرد العمة العجوز روزين ، حينما تسألها أوليفيا عن الخادمة ريكا ، فتقول : "زعلت مني الست لني بالغلـط وقعـت تمثال بوذا تبعها ، هـا ياها صار لها يومين حردانة لنـي ك › تلها ربها مثل ما بتقول . " ترتقي الكاتبة بلغتها إ › مسـتوى اللغة الشـعرية الرومانسية ، وهي تصور مشهدا عاطفيا ، أو تكشـف خلجات نفس البطلة الحالمة بلقاء حبيبها ، بعد فراقها له وانتظارها ف بيروت ، فتقول : " أنظـر إليـه ف العتمة ول أصـدق ، تراني أحلم أم أنـي فقدت عق ،› أرى صـدره يعلو ويهبط وأصابعه تق › ب تزحف عل شعري القصير فيتحول إ › جدائل ، يمرر يده التي تنبض حبا عل رأ ،› فتتساقط أوراق الحزن الثقيل أكواما عل المخدة ، قبل أن ترفعها فراشات مضيئة وترمي بها ف البحر . " وحين تخوض البطلة غمار تجربة جنسية تأتي اللغة مشبعة بألفاظ جنسية منسوجة من ثنايا الجسد ، ومشحونة بكثير من الرومانسية ، كقول البطلة بعد تقبيلها لمحمد : "أكانت تلك قبلة؟ من كان يعلم ما كانت تلك؟ شفاه رجل أم سحر ساحر؟ وذاك الرضاب الشهي ، ينفجر كنبع جب › نقي ف فمي ، وشعيرات شنباته ولحيته تسيج محيط شفاهي وكأنها سياج لحدائق النعناع التي تسـكن أنفاسـه . " ل تتورع الكاتبة من استخدام ألفاظ جنسية صارخة ، كذكر بعض الفعال الجنسـية ، أو تسـمية كل عضو باسمه ، كما سـبق وأ › نا إ › ذلك ، المر الذي يؤكد نزعة ال › د النسـوي إ › مقاومة وتقويض العراف الدبية الذكورية ، وخـرق المحظورات الجتماعية ، ومن . 57 الفاروق ، ، 2010 ص . 39 . 58 الفاروق ، ، 2010 ص ؛ 12 ت › ح فضيلة الفاروق أنها عاشت مدة خمسة ع › عاما ف بيروت ، ثم تركتها لنها وجدتها مدينة تبيع الوهام ، مما يوضح قدرتها ف إجادة اللهجة اللبنانية ، انظر : حسن ، . 2011 . 59 الفاروق ، ، 2010 ص . 21 . 60 الفاروق ، ، 2010 ص . 119 . 61 الفاروق ، ، 2010 ص ؛ 113 تشـير هيلين سيكسـو ،" Helene Cixous ” إ › ارتباط اللغة الجنسية بالجسد ، فتقول : " بواسـطة كتابة المرأة ذاتها ف الخطاب النسـوي ، ستعود المرأة إ › الجسد ، وستصبح اللغة شديدة الرتباط بالجنس . " انظر : Belsey , 1989 , p . 14 .
|
مجمع اللغة العربية
|
|