سقوط الاقنعة في رواية اقاليم الخوف لفضيلة الفاروق- محمد صفّوري

صفحة: 79

أحيانـا ، وتتنافـر أحيانا أخرى ، مـن حيث المضامين والليـات الموظفة فيهـا ، فتعمل بذلك عل تعقيدهـا ، وتدعـو القارئ لن يكـون دائم اليقظة ، حـا › البصيرة؛ ليتمكن مـن لملمة خيوط حبكتها ، وس › أغوارها . لعل أبرز تعقيد يحسـه القارئ مرتبط بشـخصية البطلة ، فهي شـخصية متعددة النتماءات ، تنحدر من أصل فلسطيني ، تنتمي بالتبني لعائلة مسيحية لبنانية ، تحمل اسم مارغريت ، نشأت وترعرعـت ف أميركا ، عملـت صحافية ف جريدة هناك ، تزوجت زواجا مدنيا من شـاب مسـلم لبناني الصل ، ق › ف أميركا نحو سبعة ع › عاما ، ثم عاد برفقتها إ › وطنه . ف هذا المقام يعن أمامنا سؤال كبير ، وهو : لماذا جعلت الكاتبة بطلتها رهينة كل هذه النتماءات؟ هل كانت تقصد من توظيف هذه التعددية تجريد البطلة من انتماء واحد ووحيد ، ليأتي ال › د موضوعيا صادقا خاليـا مـن مظاهر التعاطف مع أي طـرف كان؟ أم أنها أرادت لبطلتهـا أن تكون ذات تجربة شـاملة تؤهلها ل › د أحداث الرواية المنتزعة من أقاليم مختلفة عديدة؟ أم لتحررها من كل هذه النتماءات ، داعية القارئ إ › تذويت تلك النظرة ا › نسـانية التي تميزت بها البطلة بعيدا عن أي نزعة عرقية أو دينية أو طائفية؟ أم أن لها هدفا آخر غاب عنا؟ ! إن الجهد المبذول ف بناء شخصية البطلة ، يشير إ › قدرة الكاتبة الفنية ، ويبين من ناحية أخرى ، أهمية الشخصية ودورها ف الفن ال › دي بصورة عامة ، وال › د النسوي العربي الحديث بصورة خاصة ، فـ"الشـخصية هي الـ › ء الذي تتميز به العمال ال › دية عـن أجناس الدب الخرى . وهي التي تنجز الحدث ، وهي التي تنهض بدور تدريم ال › اع أو تنشـيطه من خ › ل سـلوكها وأهوائهـا وعواطفهـا ، وهي التي تعمر المكان ، وهي التي تمـ › الوجود صياحا وضجيجا ، وهي التـي تتفاعـل مع الزمن فتمنحه معنى جديدا ، وهي التي تتكيـف مع التعامل مع هذا الزمن ف أهم أطرافه الث › ثة : الما ،› الحا ،› والمسـتقبل . " وقد سعى ال › د النسوي العربي الحديث إ › إنتاج شـخصيات نسـائية بصورة مكثفة ، وجعلها ف مركز النص الدبي ، لتصبح المرأة هي المبدعـة ، الراويـة ، والبطلة الفاعلة ، تطبيقا للفكر اليديولوجي الذي تؤمن به الكاتبة النسـوية ، بأنها أضحت ف مركز الكون . . 2 . 2 لغة الرواية تضمن الرواية مسـتويات عديـدة للغة يحدد نوعها ، ف اعتقادنـا ، الموضوع المطروح ف ال › د . تغلـب اللغـة المعيارية التقريرية عل لغة الرواية ، نتيجة الـ › د المكثف لكثير من الحداث التي . 55 مرتاض ، ، 1998 ص . 104 – 103 . 56 صفوري ، ، 2011 ص . 333

السابق:  |  التالي