سقوط الاقنعة في رواية اقاليم الخوف لفضيلة الفاروق- محمد صفّوري

صفحة: 77

ستقتلني حتما . " إن طرح موضوعة الجنس ، وتفصيل ممارسـات البطلة الجنسية ، تظهر جرأة الفاروق خاصة ، والكاتبـة العربيـة المعـا › ة عامة ، عل خرق المحظـور ، والعمل عل تقويض العـراف الدبية والجتماعية التي أرست قواعدهما المؤسسة الذكورية ، وبذلك تسعى الكاتبة النسوية إ › تحقيق أمرين ، فهي تؤكد من ناحية أن الجنس رغبة بيولوجية يتمتع بها الرجال والنساء عل حد سواء ، لذا فمن حق النساء الكتابة عن الجنس دون قيد مثلما فعل الرجل منذ الزل ، وتظهر من ناحية أخرى أن كتابة المرأة عن تجارب ومغامرات جنسـية لبط › تها والجهر بها ، لهو دليل قاطع عل نزعة المرأة إ › تحدي المحظورات الذكورية ، وبذلك يوظف الجنس ف الدب النسوي كهدف وآلية ف نفس الوقت . تنح › المشاهد الجنسية ف أربعة مشاهد أطولها وأفحشها ، المشهد الذي يأتي ف نهاية الرواية ، ويحتل ما يزيد عن سبع صفحات ، تصف فيه البطلة شغفها الشديد بمحمد ، لت › ر ، كما أسلفنا ، توقفهـا عن عملهـا ، وانقطاع حياتها عل ع › قتها بـه ، موظفة ألفاظا جنسـية صارخة ، ذاكرة العضاء الجنسـية بأسـمائها ال › يحة دونما خوف أو وجل ، مما يجعـل الرواية نصا اخ › اقيا يقـوض كل العـراف التقليديـة ، ويعكس جـرأة الكاتبـة العربية المعا › ة ف طـرح مثل هذه المضامين . ل يأتي الجنس ف المشـاهد الخرى مقصودا لذاته ، إنمـا يتخذ آلية لتحقيق هدف › دي معين . ف › د الراويـة لممارسـتها الجنسـية مع صديقها نوا الـذي التقته ف ماليزيا ، تؤكد اسـتحالة مواصلة حياتها مع زوجها أياد ، وقد تفرقت بينهما السبل ، لذا فهي ل تعت › تلك الممارسة خيانة زوجيـة ، لنها كانت قد قررت النفصال عنه ، وف ذلك تقول : "كأية امرأة عربية أخفيت خيانتي لـه ، لنها ف الحقيقة لم تكن خيانة بهذا المعنى الضيق ، كانت تعني أن أياد انتهى بالنسـبة ،› ولـم يكن بمقـدوري إص › حه . " أما ع › قتها بشـوقي ، ابن صديق والدها الم › ي ، فتسـخرها ل › صد ظاهرة الشـذوذ الجن › لدى الذكور ( اللواط ،( وف › د حادثة اغتصاب شـمائل ، أخت . 48 الفاروق ، ، 2010 ص . 115 Taha , 2006 , pp . 60 – 61 . . 49 . 50 تنت › ظاهرة اللفاظ الجنسـية مع ذكر العضاء الجنسـية بأسـمائها ال › يحة ف أعمال نسوية عربية كثيرة ، كرواية برهان العسـل للكاتبة السـورية سلوى النعيمي ، وفيها تحتج الراوية عل اسـتخدام الفعل "نام" ف وصف ممارسة جنسـية لمرأة تدعى اللفية ، وتقول إن الفعل الصحيح هو "وطئ ، " وتشـير إ › أن الجاحظ حث عل اسـتخدام اللفظ الصحيح ، فتقول نق › عنه : "وإنما وضعت هذه اللفاظ ليستعملها أهل اللغة ولو كان الرأي أل يلفظ بها ، ما كان لول كونها معنى ، ولكان التحريم والصون للغة العرب أن ترفع هذه السـماء واللفاظ منها ، " انظر : النعيمي ، ، 2008 ص . 117 . 51 الفاروق ، ، 2010 ص . 32

السابق:  |  التالي