|
|
صفحة: 75
نوا ، تسـافر إ › العراق بحجة البحث عنه ، وهي ل تبغي سـوى الطمئنان عل الم › وع الميركي ف بغداد ، وتصدم بوعي ا › نسـان العربي للمخططات الميركية ، وقدرته عل صدها وإفشـالها ، وكذلـك قدرته عل رصـد كل تحركاتها ومعرفـة كل تفاصيل تاريخها ، وأهدافها . لكن يشـعر القـارئ أن نهاية الرواية غير مقنعـة ، نتيجة التحول العظيم الذي طرأ عـل البطلة ، إذ تتوقف عن مواصلة مهامها السـتعمارية ، بعد أن تعرفت إ › محمد الذي عشـقته حتى النخاع ، وآثرت العيـش كأي امـرأة تبحث عن حب حقيقي يضمن لها السـعادة والمتعة ، وف ذلك تقول البطلة : " وكما الموتى الذين تتسـلل أرواحهم إ › أجسـاد أخرى ، تركت روحـي القديمة هناك ، تلهو بها منظمة مشـبوهة اسمها "النسور السوداء ، " وزرعت روحا جديدة ف جسدي ولدت بعد مخاض عسـير مـن رحم الحب . " ورغم ذلك فإن الكاتبة تسـعى إ › إقناع القـارئ بتقبل هذا التحول مـن خ › ل ت › يح البطلة بصفاتها المتذبذبـة ، وتحولها من النقيض إ › النقيض ، إذ تقول : "أنا امـرأة متقلبة المزاج ، متقلبـة الرغبات ، متقلبة القلب أيضا ! أحب وأكـره . أتحمس وأف . › أحيانا أفكر ، وأحيانا أخرى ل أفكر . وكثيرة هي الشـياء التي بدأتها ولم أنهها ، لنقل إني مللت منها ف منتصف الطريق . " وف هذا ما يمهد لتقبل تلك النهاية التي تشعر بعدم القناعة . إن هـذه المضامين التي تطرحهـا الكاتبة ف روايتها ، تأتي لتؤكد وعـي الكاتبة العربية بقضايا مجتمعها ، وانفتاحها عل هموم أمتها الجتماعية ، السياسـية ، والثقافية وغيرها ، وهذا ما يشـير إليه محمد معتصم ف قوله : "إن صوت المرأة ا › بداعي ل يهمل القضايا الك › ى التي ترزح تحت وطأتها المة العربية ، سـواء أكانت قضايا اجتماعية كوضعية المرأة ف الحياة الجتماعية ، [ ... ] أو كانت قضايا سياسية وحقوقية تطرح فيها المرأة قضيتها التي ما تزال تعرف ف جوانب منها بعض التقصير . " . 1 . 5 الجنس تبدي مارغريت إعجابا كبيرا بشـخصية المحقق محمد ، فتقـول : "كان من أولئك الرجال العرب الناضحـين بالفتنة ، كأنه اختير فقـط › غوائي . " وحين يقدمها الدكتـور محمود ، لتتعرف إ › محمـد ، تمد يدها لتصافحـه ، لكنه يعتذر لها ، فهو ل يصافح النسـاء ، عندها تشـعر برغبة ف التقيؤ ، ثم تعمل عل اسـتفزازه وتقريعه للدور الذي يؤديه ف عمله ، وخيانته لوطنه ، وتخاطبه قائلـة : "ل تصافـح النسـاء ، ولكنك تعمل ف مؤسسـة تهرب نطاف أبناء بلدك ف أرحام نسـاء . 40 الفاروق ، ، 2010 ص . 119 . 41 الفاروق ، ، 2010 ص . 83 . 42 معتصم ، ، 2004 ص . 10 . 43 الفاروق ، ، 2010 ص . 98
|
مجمع اللغة العربية
|
|