سقوط الاقنعة في رواية اقاليم الخوف لفضيلة الفاروق- محمد صفّوري

صفحة: 71

تعلم العمة أن مارغريت متزوجة من أياد المسـلم ، تظهر تقبلها ل › مر ، فتقول : "شـو عليه ، كلنا أولد الله . " أما شـهد ، زوجة الحاج عبد الله ، فتعتقد أن الجنة أعدت للمسـلمين فقط ، وكل من ليس بمسلم مصيره النار . تفاجـأ مارغريت بهذه النزعـات الطائفية التي لم تعهد مثلها ف نيويورك ، وتزعجها ال › اعات الطائفيـة المتفشـية ف المجتمع ، وترى أن الخ › ق ل ع › قة لها بديـن أو جنس ، أو ثقافة ، تقول : " أما بعد أن عشـت ف بيروت ، فقد أصبحت أرى فضاءات الديان والتيارات السياسـية تتصارع إمـا صمتـا وإما علنـا . كنت أ › ح لوليفيـا ، أن الخـ › ق ل ع › قة لها ل بديـن ، ول بجنس ، ول بشـهادات جامعية . " ! لكن شـعيا ، أخا أوليفيا ، فإنه يعتقد بديمومة الطائفية ف لبنان ، وعل كل إنسـان أن ينتمـي لطائفة ما؛ ليؤمن حمايتـه من بطش الخرين ، تقول مارغريت : "تسـتوعب أوليفيا ما أقول ، وتتفق معي ، لكن أخاها شعيا ، ينسف فكرتي من قاعدتها ، مدعيا أن هذا البلد سيظل بلد طوائف ، والفرد الذي ل ينتمي إ › طائفة يكون عاريا وأعزل . " تختلف نظرة أوليفيا عن نظرة أخيها شعيا ، فهي تكره الحرب ، وتعت › الدين وسيلة لردع ال › ف ا › نسان ، ومحاربة الشيطان ل ا › نسان ، تؤمن بالتعايش بين الطوائف ، وترى أن لبنان قد يكون بخير لو أن نظامه علماني . " تـزداد النزعـة الطائفية ف الرواية › اسـة ، والبطلـة تصف ما رأى صديقهـا الصحفي نوا ف كوسـوفو ، تقـول : "كان يصف المجازر التي يقوم بها ال › ب ضد المسـلمين وعيناه تائهتان ف الخواء . صور كوسـوفو لحقته إ › البيت . كان قد عثر عل طفلة مسـلمة مختبئة وسط الدمار ، وهو ل يذكر ف تلك اللحظة كيف طوقه مسـلحون اسـتحلوا أن يعبثـوا معه بطريقتهم ، أخذوا الطفلـة منه ، وراحوا ي › حونه › با ، ثـم مد أحدهم يده إ › عنقه واقتطع الصليب الذهبي الذي يعلقه ، ثم بصق عليه قائ : › أنت ل تسـتحق أن تكون مسـيحيا ، أتدافع عن قذارة مسـلمة مثل هذه؟ كان غاضبا من نفسـه ، ومن الكون كله ، لنه لم يسـتطع أن يخلصها من أيديهم ، صوب أحدهم مسدسه إ › رأسها الصغير ، وأطلق النار عليه . " ترصـد مارغريت ، من خ › ل معايشـتها لهـل الضيعة ف لبنـان ، ظواهر سـلبية أخرى هناك ، فالناس يعيشـون ف فراغ دائم ، ل يشـغلهم ف الحياة سوى الملبس والمأكل والم › ب ، مما جعل الملـل يغـزو حياتها ، تقـول : "كان الملل قد أعياني وأنا أق › أغلب وقتي ف البيت ، أو مع نسـاء العائلة ، والسـتماع إ › السـطوانة نفسـها من تلك الحاديث التي ل تتغير حول الملبس والمأكل . 24 الفاروق ، ، 2010 ص . 35 ، 23 ، 22 . 25 الفاروق ، ، 2010 ص . 25 ، 24 . 26 الفاروق ، ، 2010 ص . 50

السابق:  |  التالي