|
|
صفحة: 66
البطلة مارغريت مع زوجها أياد من نيويورك إ › بيروت ، تعيش تجربة الحرب ، وتشـعر بحالة عدم الستقرار المني الذي يعم الب › د ، نتيجة الحروبات التي قد تنشب ، أو تخمد ف كل لحظة ، المر الذي يزرع الخوف الدائم ف نفوس الناس ، وف ذلك تقول البطلة : "يتفق الجميع ، دون أن يعلنوا ذلك بصوت عال أن الحرب قدر ي › بص ببيروت دائما ، فهي تذهب وتجيء وبيروت كلما اح › قت ودمرت تنهض من جديد . " ف هذه الجواء ، وحيثما كانت ، يتجرع ا › نسـان الخوف ف كل لحظة حتى ل يهدأ له بال ، ول يستقر عل حال ، تقول الراوية / البطلة : "جرني نوا إ › بغداد كما جرني أياد قبله إ › بيروت . أفعل ذلك مخدرة بذكرى › م الشيخ ، ول يهم أن أتجرع الخوف يوميـا ف ذلك ال › ق . عشـت قلقا ثقي › ف بيروت بـدءا برعب الطيران ا ›› ائيـ › الذي يباغت المدينـة كل بداية صيف ، فيقصف موسـمها السـياحي .. ورعب الطائفية النائمة تحت سـطح شفاف وهش . وحتى رعب المصاعد التي تتوقف فجأة حين تنقطع الكهرباء ، عشته ، وتحملته . " ل تقتـ › مشـاعر الخـوف عل بلد واحد ف هـذا ال › ق ، بـل تهاجم ا › نسـان ف كل قطر من أقطـاره . ف أثناء بحث البطلـة والمصور ميتش عن صديقهما نوا الـذي اختفت آثاره ف بغداد ، تصـف مارغريت أجواء مدينة بغـداد ، وآثار الحرب هناك قائلة : "رائحة العرق الب › ي والغبار والبـارود ، تتجول ف الجواء كأنهـا كائنات مرئية ، الجنود الميركان مـرات ، وال › طة العراقية مـرات أخرى . الخـوف ينتابنا أكثر كلما اق › بنا من بزاتهم المتشـابهة ، يقفون للتفتيش وكأنهم ينتظرون م › ك الموت ، يتفحصون الوجوه المحشـورة ف السـيارات ، ويمررون أجهزة تافهة لم تحم قوافل الموتى الذين يصعدون إ › السماء كل يوم ، إثر التفجيرات . " تستنتج البطلة لما شاهدته ف ال › ق ، أن المان معدوم هناك ، وأن ا › نسان معرض لله › ك ف كل لحظة ، فتقول : "ال › ق يعطينا شعورا بالخوف عل أننا غير محصنين ، غير محميين ، مخ › قون ، عزل ، وكأننا نعيش ف خ › ء تجتمع فيه كائنات مسـعورة مسـتعدة فقط لجز رؤوسـنا لسباب تافهة . " تأتي مشـاعر الرهبة والخوف ف كثير من الحيان نتيجة الحروب التي يشـهدها العالم ال › قي تحقيقـا لمطامع تجار تلـك الحروب الذين يحصدون من جرائها فوائد جمة ، وف ذلك يقول نوا : " هنـاك دوما من يسـتفيد من الحرب أضعاف الضعاف عمن يسـتفيد من السـلم . هناك دوما أموال ، وأسـلحة ، وجـيران يتواطأون لتندلع الحروب ، هناك دوما مصلحـة اقتصادية خلف كل . 3 الفاروق ، ، 2010 ص . 24 . 4 الفاروق ، ، 2010 ص . 78 – 77 . 5 الفاروق ، ، 2010 ص . 85 . 6 الفاروق ، ، 2010 ص . 47
|
مجمع اللغة العربية
|
|