|
|
صفحة: 19
كضيـوف ب › ك مقاعد خاليـة للمضيفين ، أصحـاب الرض الحقيقيين ، الذين سـوف يعودون لقراءة خطبتهم الخيرة هذه المرة وهي › " وط السـ › م مع الميتين . " الضحية ت › حق قاتلها إذن إ › أن ترغمه ليس فقط عل الع › اف بها وإنما عل قبول › وط التعايش التي أرادتها والتي ل يمليها إل تاريخ المأساة وحقيقة تفاصيلها . إجمالية إن أفـراد الحضارة الطنطالية هم "أرواح" هائمة و"أشـباح" و"أصوات ف الرياح" وشـعب له " أجنحة" و"ظ › . "ل عل النقيض من أفراد الحضارة السيزيفية الذين يعبدون إله الحديد ، تعبد الجماعة الطنطالية إله الطبيعة . هذه الجماعة فقدت كل ما يمكن أن يملكه ا › نسان عل الرض ول تطالب الن إل بالمحافظة عل "أرض السماء ، " أي عل الذاكرة ، أل وهي وطن الهوية و › ط عدم الضمح › ل . أمام قارئ هذه القصيدة ، تمتثل إذن قوتان : قوة تستمد استمرار وجودها من ذاكرة النتماء للمكان وقوة تستمد › ط كيانها من خ › ل هيمنتها الفعلية المطلقة ولكن المؤقتة عل الوقت ( أي من خ › ل السـيطرة عل المكان ف الحا . (› والوقت ، أو الزمن ، ما هو إل حركة المادة ف الشـياء وف المكان ولذلك فإن المادة ، وإن كانت سـيدة الوقت ، إل أنها تبقى ضيفة عل المكان ليس إل . أما المكان فهو وعاء حلول الروح ف الشياء وهو أمر ل يقاس بالزمن لن الروح ل تخضع لعالم المادة ولذلك فإن الروح هي سيدة المكان . بكلمـات أخرى ، صحيح بأن الزمن السـيزيفي هو القوة المهيمنة عـل المكان ، بيد أن المكان من وجهـة نظر النا المتكلـم ف القصيدة ، وعاء للروح الطنطالية وشـبح حقيقتهـا المعذب . ف هذا السـياق يمكننا الحديث عن ثالوثين قطبيين : ثالوث القطب السيزيفي ( المادة - الحضارة - الحـق ) وثالوث القطب الطنطا › ( الروح - الطبيعـة - الحقيقة . ( هذه النواع الث › ثة من الثنائيات تشير إ › صورة ل › اع بين قوتين متضادتين . هذا ال › اع يتخذ عدة مناح ، فهو › اع بين الروح والمادة و › اع بين الطبيعة والحضارة و › اع بين الحق والحقيقة . إن القوة المنت › ة هي تلك التي استطاعت أن تسيطر عل العالم المادي ( المكان ،( وأن تطوعه لهدافها ولكن كونها كذلـك ، يضطرها إ › سـلخ المادي عـن الروحي والفصل بينهما . من هنا ، فـإن هذه القوة تقيم حضارتها عل أنقاض وحدة بدائية يتخيلها الشاعر ، وحدة بين المادة والروح حيث تقيم الروح داخـل المـادة ل خارجة عنها وحيث يكون المكان وعاء يزخـر بالحياة . من هنا أيضا طبيعي أن تخرج القوة السـيزيفية عن طوق الطبيعة ليكون مسـخها ع › مة واضحة عل عملية تشـييد حضارتها . إن محاولة السيطرة عل العالم المادي والقطيعة عن الطبيعة ( خروج الروح منها ) ك › ط سـابق لهذه المحاولة هما ، وكما يظهر ف القصيدة ، حق تؤسسه القوة المنت › ة لنفسها
|
مجمع اللغة العربية
|
|