|
|
صفحة: 13
بسـاطتها . ففي حـين ل يفرق العالم القديم ( المتمثل ب "الكلمـات العتيقة" التي تحملها أرواح أبنائه الهائمة ) بين إنسان وآخر وبينه وبين "مخلوقات" الطبيعة من حيوان ونبات وحتى جماد " ) روح الحـ ،( " › يتبنـى كولومبوس لغـة الخرائط تعبيرا عن الحضـارة المجزئة التي ينتمي إليهـا . هـذه الحضارة ، بخ › ف حضارة الهنود الحمر الذين يعبـدون "إله الطبيعة ف كل › ء" ( روح الشـياء ،( ل تبحث داخل "مملكة الخارطة" إل عن الذهب ( مادة الشـياء ) وهي ل زالت ع › نماذجها المتبدلة ف التاريخ ماثلة ف الحا › أيضا : "إذا ، لماذا يواصل حرب ا › بادة ، من ق › ه ، للنهاية؟ . "للنهاية؟ المخاطب هنا هو ب › شـك ممثل الهنود الحمر الجدد ، أي الفلسطينيين . هؤلء لكثر من خمسـة عقود "حرب إبـادة" كامتداد › بادة الهنود الحمر وطمسـا لمعالمهم كحضارة وحدوية ( انصهارية ) زراعية ملتصقة بالرض والطبيعة . أما الوسيلة فهي آلة حضارية فصلية تكنولوجيـة ، جديدة هي الخرى ، لكن من مورثات أسـاليب الرجـل البيض المتمثل بالمهاجرين الوروبيـين إ › موطن الهنود الحمر القديم والجديد . ولكي ي › بع كولومبوس الجديد عل عرش الزمان الجديد فيمتلك "حجر القوة السـحري" كان ل بد لـه أول من ذبح "الحقيقة" واح › اف مهنة القتل ليصبح الهنود "زينة للخراب وريشـا عل ثياب البحيرات" ليس إل . مع ذلك ، يبادر منـدوب الخيرين لدعوة الرجل البيض إ › العيش المشـ › ك والتمتع بثـروة الطبيعة ال › ورية للحياة ( الهواء والماء ) تحت سقف السماء الواحدة : لنا ما لنا ... ولنا ما لكم من سماء لكم ما لكم ... ولكم ما لنا من هواء وماء إل أن هذه الدعوة ل تغير شيئا فيبقى الح › ( الطبيعة ) ملكا للهنود أما الحديد ( التكنولوجيا ) فملـك للبيـض . رغم ذلك ، ومن منطلق التواضع والقناعة بالقليل ، وربما أيضا نتيجة لهشاشـة الهندي أمام تفوق البيض العسكري ، يقدم الول ل › خير عرضا مفرطا ف التنازل لول وهلة : خذ ما تريد من الليل ، واترك لنا نجمتين لندفن أمواتنا ف الفلك وخذ ما تريد من البحر ، واترك لنا موجتين لصيد السمك وخذ ذهب الرض والشمس ، واترك لنا أرض أسمائنا وعد يا غريب ، إ › الهل ... وابحث عن الهند / غير أن هذا العرض مشـبع بسـخرية مغلفة ناجمة ربما عن الفجوة المقصودة القائمة بين النا المتكلـم ف القصيـدة ( الهندي الحمر ) وبين المؤلف المضمر الـذي يظهر بين الفينة والخرى من
|
مجمع اللغة العربية
|
|