الاحمر الطنطالي والابيض السيزيفي: مظاهر القوة والحقيقة في "خطبة (الهندي الاحمر) – ما قبل الاخيرة- امام الرجل الابيض"- مسعود حمدان

صفحة: 12

نحـو عش عصفـور تجمد مكانـه والحيوانات الصغـيرة القاطنة تحت الرض خرجـت وكأنهـا جاءت كلها لكي تسـمع الشـجرة المتكلمة . من الجائز أنه لم يكن ذلك صوت الشـجرة فحسـب بل صـوت روح الغابة أيضـا . إذن ، أنا سـمعت أيضا ، ولدى مواصلة ا › صغـاء أدركت أن صوتا مـن أصوات الجداد يصل إ › أذني لننا نحـن أيضا بني الب › جئنا من الشـجر ، ولدنا ف الغابة . تعالوا نفسح المجال للشجرة لكي تروي القصة وأنا بدوري سأترجم ك › مها فقط ل [ قبيلة – م . ح ] تزيلتال : أنا شـجرة سـيدة ، ومكاني ف الغابة الكبيرة ... كلنـا أبناء ل › رض الم ... أجداد أجـدادي غير موجودين ... ليس لن شـيخوختهم نقلتهم إ › غابة أخرى قد تتواجد ف السـماء إنما لن بلطة ومنشـارا قت › هم قبل الوان ... ف هـذه الغابة التي ترون منها بقايا فقط ، كان مرة ملك وأرواح وآلهة ... ولكن بعد ذلك ، جاء أناس دون قلب ودون تفكير وقطعوا العائلة الملكية أيضـا ... لم يطلبوا إذنا من أسـياد الغابة ، أجـداد أجدادنا ، ول من اللهة ول مـن الرواح ول من الرض الم التـي يواصلون قتلها هي الخرى . لو فكـروا ، لكانوا أدركوا أن من يقتلنا يقتل نفسـه أيضـا ... إني [ مازلت – م . ح ] حية ولكن قلبي جريح ينزف لنه ف سـنوات حياتي الكثيرة رأيت رفاقي يختفون واحدا تلو الخر . لم ير الحطابون دم الشجرة المنبثق من جذعها ول الدموع . أجل ! الشـجر ينزف دما أيضا والشجر يبكي أيضا ، وعندما يبكي الشجر تبكي السماء ، وعندما تبكي السماء عل بكاء الشجر يجف أصـل الدمع فيها ف › يهطل المطر بعد ذلـك الحين ... ل تقتلونا ... [ ف – م . ح ] الشجر رموش الرض التي تريد أن تحلم من جديد ! كولومبوس الجديد ومملكة الخارطة ف المقطـع الثانـي ، يقوم درويش بتوضيح التباين بين البيض والحمر ف كيفية تعقل الشـياء وف مناحي اللغة ومنطلقات الخطاب ومباعث الرؤية والغايات . ف نفس الوقت يشـير الشـاعر إ › الخطـأ البوصـ › الذي جلب عل الهنـود الحمر كارثة كولومبـوس ( 1506 - 1451 ) الذي اكتشـف أمريـكا عن طريـق الخطأ لكنه عجز عن اكتشـاف حقيقة "أن الب › سواسـية" رغم . 11 انظر "آلم الشجرة ، " ميغيد ، ، 2001 ص . 186-182

السابق:  |  التالي