|
|
صفحة: 9
الجبـل بعـد أن تتدحرج . أما عقاب طنطالـوس ملك فريجيا فكان الوقـوف الدائم ف حالة من الظمـأ والجـوع ف ماء النهر تحت شـجرة فاكهة بحيث كلما دنا بفمه مـن الماء أو مد يده نحو الفاكهة ، اختفيا . من خ › ل المقارنة بين هذين النمطين السطوريين ، يمكن م › حظة الحركة لدى سـيزيف كعن › أساس لرجل عمل مقارنة بالسـكون الذي يكلل طنطالوس المتأمل . أكثر من ذلك ، إن ديكور الكينونة السيزيفية بمجمله هو ديكور مادي وجسدي : هكذا هو فعل التسلق إ › أعل الجبل ، هكذا أيضا هي عملية تشـغيل العض › ت وتصبب العرق وهكذا هي الصخرة ذاتها ، والجبل وحركة السقوط . أما ديكور الكينونة الطنطالية فهو روحي- تأم › ف جوهره : الوقوف ، النتظار ، النظر نحو الفاكهة ، الختفاء والتطلع المتحرق نحو ما اختفى . هذه المقالة إذن هي محاولة للنظر ، ع › هذه الثنائية التضادية السـطورية ( سـيزيفي / فص › مقابل طنطا /› وحدوي ) ف قصيدة محمود درويش المذكورة أع › ه . القصيدة إن الصـدام الدموي بـين أفراد حضارتي الهندي الحمر والرجـل البيض ، هو النص التاريخي الذي يستعيره الشـاعر محمود درويش محورا ليقيم عليه قصيدته بغرض بناء معمارية وكنه › اع آخـر ، هـو ال › اع الدائر بـين الفلسـطينيين وا ›› ائيليين . ولعله ف اختيـاره هذا ، يريد الشاعر تحديد معالم ال › اع المذكور ، وس › غوره ، وإعادة تشكيل كنهه الص ،› بعد أن همشه المجتمع الدو ،› وبعد أن شـوهته وسـائل ا › ع › م ع › التداول بمصطلحات انتقائية دون غيرها ف عملية تعريفه . كذلك ، ربما ابتغى الشـاعر بواسطة هذا الختيار التخفيف من العبثية النية للـ › اع بإضفاء مسـحة تاريخية – أسـطورية - جمالية عليه ، أو قل عـل القل ، أراد توضيح المقاييـس الخ › قيـة للحكم عليه وإثراء عمقه الفلسـفي والوجودي عن طريـق إبراز اعتبارات أخرى لمفهومي الن › والهزيمة الجافـين ، وكذلك ع › التداول ا › بداعي المتجدد بمعادلة "القوة والحقيقة" القديمة : " هل قلت موتى؟ ل موت هناك . هناك فقط تبديل عوالم ! " هـذا ما يختـاره درويش من ك › م زعيم دواميش ف سـياتل ليتصدر قصيدته مشـيرا بذلك إ › المفتاح الرئي › لكيفية التعامل مع هذا النص الشـعري الذي يستدعي ف ثناياه حضارة الهنود الحمر برمتها . . 4 انظـر تحلي › ت بيرجر حـول برمجة الفـراد والمجتمعات عن طريق اسـتخدام تقنيات النتقاء وا › قصـاء ف الخطاب ا › ع › مي : . Berger , 1995 . 5 عن المكون التنا › ف الصورة الشعرية عند درويش ، انظر : أبو هشهش ، ، 1998 ص . 192-167 عن التناص الديني ف شعره ، انظر : سامي ، ، 1999 ص . 109–79 عن التناص عموما ، انظر : أبو خ › ة ، ، 2001 ص . 175–163
|
مجمع اللغة العربية
|
|